يعرض حاليا في عدد من دور العرض في القاهرة والاسكندرية فيلم "الطريق الثورى"،
ويقوم ببطولته ثنائي فيلم "تايتانيك" الممثلة الجميلة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، والنجم الوسيم ليوناردو دي كابريو.
والفيلم الذي أخرجه "سام ميندس" عن رواية معروفة كتبها "ريتشارد ياتيس" - وهو من
الأفلام التى نافست على
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - حصلت عنه بطلته "كيت وينسليت" على جائزة الكرة
الذهبية لأفضل ممثلة.
و"الطريق الثوري" فيلم كلاسيكي يذكرك على نحو ما بأفلام الخمسينات من القرن
العشرين، وبأفلام الأبيض الأسود، إلاّ أن الحكاية تصلح للإسقاط على المجتمع
الأمريكى فى الألفية الثالثة حيث تراجعت مساحة الحلم أمام سطوة المال والثروة، وحيث
توحشت الرأسمالية فأدخلت العالم كله فى أزمة اقتصادية لا نعلم متى سنخرج منها..
من الخارج تبدو شخصيات "الطريق الثورى" سعيدة، ولكن عند أول اختبار تكتشف أنها
شديدة التعاسة لأنها لم تحقق أحلامها، ولأنها بعيدة تماما عن الرضا عن الذات
"ابريل" التي قامت بدورها كيت وينسليت، وزوجها الوسيم "فرانك ويلر" زوجان مثاليان
إذا شاهدناهما من الخارج، لقد تزوجا عن حب، وأنجبا طفلين جميلين، واستأجرا منزلاً
فاخراً يحسده عليهما أي زوجين فى العالم الثالث، المكان الذي أقاما فيه يسمى
"الطريق الثورى" ولكنهما ابتعدا عن المغامرة والتمرد منذ سنوات طويلة، وسنكتشف أيضا
أن "آبريل" فشلت في الحقيقة أن تحقق حلمها بأن تكون ممثلة ناجحة.
أما "فرانك" فهو موظف روتيني في شركة "نو*" لتسويق المعدات والآلات، مجرد ترس
في آلة هائلة تضم آلاف الموظفين في عيد ميلاده الثلاثين نراه وهو ينزلق إلى علاقة
سريعة مع زميلته السكرتيرة "مورين"، رغم أنها ليست في جمال زوجته، أما "آبريل" فهي
أيضاً تعاني من الملل وتنفجر في ثورات مفاجئة تتشاجر خلالها مع "فرانك".
وعندما تقلب بعض الصور تجد صورة لزوجها وهو فى باريس الجميلة، فتقترح عليه فكرة
أن يهاجرا من أمريكا إلى عاصمة النور، وأن يخرجا من الملل إلى الحرية
والمغامرة.
يوافق "فرانك" على الفكرة الثورية، ولكننا سنكتشف تدريجيا أنه فقد إرادته وسط
حياة مادية لا تجعله يتخلى بسهولة عما حصل عليه، بل إنه سيكلف من قبل أحد رؤسائه
بالمشاركة في مشروع جديد لتسويق جهاز الكمبيوتر الذي كان ما زال اكتشافًا فى
بداياته في تلك السنوات البعيدة.
سيحاول "فرانك" التراجع عن فكرة الهروب إلى باريس التي ترمز إلى العودة إلى
الحرية والحلم، وستكون حجته أن زوجته حامل، ولكن "آبريل" تبدو كما لو كانت قد وصلت
إلى نقطة اللاعودة، سنراها فاقدة الاتزان، وتقيم علاقة مع "شيب" صديق زوجها، وستجهض
نفسها لتدفع حياتها ثمنا لمعاناتها، وسيترك "فرانك" مع ولديه منطقة الطريق الثورى
ليبدأ من جديد فى مدينة أخرى.
الفيلم يعتمد على الحوارات الطويلة التى تحتاج إلى ممثلين كبار، ومع الأسف لم
يتوافر منهم سوى "كيت وينـسليت" التى نجحت فى أداء دور "آبريل" بكل تقلباتها، وبكل
مشاعرها التى تحاول أن تسيطر عليها دون جدوى، فى حين كان "ليوناردو دى كابريو" أقل
بكثير فى الأداء، ولفت الأنظار بشدة "مايكل شانون"فى دور "جون" وهو شاب حصل على
الدكتوراة فى الرياضيات، ولكنه دخل إلى مصحة الأمراض العقلية، ويقبل الزوجان
"أبريل" و"فرانك" استضافته لساعات كل أسبوع مع والديه العجوزين مساهمة فى علاجه،
ولكنه أيضاً رمز للشخص الذى يشجع الزوجين على فكرة الهجرة هربا من المجتمع وقد تحول
إلى آلة صماء، و أدى "مايكل" دوره باقتدار وبحضور سرق الأضواء من الجميع فى مشاهده
القليلة.
"الطريق الثورى" فيلم مختلف ليس فيه الكثير من الأحداث، ولكن فيه الكثير من
المشاعر والأفكار عن أولئك الذين لم ينقذهم الثراء من الفراغ والإحساس بالضياع.