قفز اسم عمرو زكى..وأحمد حسام ، وهما من أبرز نجوم منتخب مصر ، الى
صدارة عناوين الصحف ، ومواقع الانترنت ، واحتلا من الوقت الكثير فى
البرامج الرياضية المسموعة والمرئية على السواء!!
فى لحظة تحولت علاقة الاثنين الى مادة إعلامية مثيرة ، وبدا وكأن
العلاقة التى تربطهما ، تعيش منعطف خطير ، رغم أنهما يلعبان سويا فى
الدورى الانجليزى ، بل وفى ناد واحد ، وهو نادى ويجان الانجليزى ، ولكن ما
خرج من تفاصيل عن الساعات ، التى سبقت مباراة منتخب مصر وزامبيا ، فى
مستهل المرحلة الختامية من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم
2010بجنوب أفريقيا ، أكد أن العلاقة لم تكن على مايرام ، على الاقل فى تلك
الساعات وماسبقها ، وأكد -أيضا- أن اللاعب فى التجارب غير المتقدمة ،
لايقدر المسئولية بشكل كاف ، وهو يقع فى الخطأ الفادح ، الذى يفوت على
الكثيرين ، عندما لايشعر بالفرق بين مصلحته الشخصية ، وصالح الجماعة ،
وأكد الموقف كذلك –وهو الاهم- أن الفارف شاسع جدا ، بين تجارب الكرة فى
العالم المتقدم ، وبين العالم الثالث -الذى نحن منه- حيث يهتمون ببناء
اللاعب ككل ، سواء فى شخصيته ، أوسلوكه ، أوثقافته العامة ، أى أنهم يبنون
كيان متكامل ، بينما يطير الناس عندنا ، حين ينجح اللاعب فى تمرير الكرة ،
واستقبالها ، ومراوغة المنافس ، والتفوق عليه ، وخطف الاهداف منه ،
واقتناص الانتصارات..والفارق بين الاثنين شاسع ، وهائل ، ورهيب..وطبيعى أن
يكون بيننا وبينهم فوارق تحتاج لدهر حتى تزول!!
وحتى لاأبدو متجنيا على واقعنا ، وحتى لاأشير باصابع الاتهام نحو
بلادنا ، يهمنى هنا أن أتوقف عند الكلمات التى قالها السويدى "سفين جوران
إريكسون" فى المؤتمر الصحفى الأخير ، الذى عقده قبل أن يرحل عن المكسيك ،
تاركا تدريب منتخبها الوطنى ، بعد أن أقاله الاتحاد المكسيكى ، فى أعقاب
الخسارة أمام هندوراس فى تصفيات القارة اللاتينية المؤهلة لنهائيات جنوب
أفريقيا ، "إريكسون"إعترف بارتكابه عددا من الاخطاء، ولم ينس أن يهاجم
الصحافة ،ولكنه قال كلمات فى غاية الاهمية ،ولعلها تمس واقعنا ، وتذهب فى
نفس إتجاهه ، وقال: "من المهم أن أشير الى مشكلة عدم انضباط اللاعبين..فقد
كان لها من الاثر الكثير فيما جرى"!!
أظن أن الكلمات تستحق التأمل ، والتدقيق ، لانها تعنى الكثير ، ليس
من جانب المكسب والخسارة ، ولكن من جانب كونها تجربة متكاملة ، وانا
أقول..تعالوا نقارن حجم الفوارق بين الكرة المصرية مثلا ، وبين الكرة
المكسيكية ، وأظن أن نتيجة تلك المقارنة لن تترك لنا فرصة كبيرة للحيرة فى
اكتشاف أن الفوارق ليست كبيرة ، وهى ليست بالمرة بنفس حجم الفارق بين
الكرة المصرية ، أوحتى واحدة مثيلاتها من التجارب العربية ، وبين أى تجربة
كروية متقدمة ، على مستوى الغرب الاووربى تحديدا ، وأعنى من هذا الامر
تحديدا أننا كرة العالم الثالث تعانى من نفس المشكلات ، وكانت لدى السويدى
"إريكسون" الشحاعة الكافية للاعتراف بما جرى نتيجة لعدم إنضباط اللاعبين ،
وو تقريبا نفس ماجرى فى مصر ، فقد دفع منتخب مصر الثمن حينما لم يدرك
البعض المسئوليات الجسام الملقاة على عاتقه ، وشغله أمر نفسه ، وما إذا
كان سيلعب أساسيا أم احتياطيا ، عن صالح المنتخب نفسه ، ومثل هذه الاشياء
لايتعلمها الانسان فى الكبر ، ولايمكن أن يعى أهميتها من تلقاء نفسه ، بل
هى أشياء يتم اكتسابها فى الصغر ، وهى فى حد ذاتها تمثل جزئية فى "حزمة"
كبيرة من المعارف..والقواعد..والمفاهيم..والمعانى..والمبادىء..والاخلاقيات
، وكلها تصب فى مفهوم أوسع ، وأشمل..وهو مايمكن أن نلطق عليه ثقافة
اللاعب..
وهنا السؤال: هل اللاعب المصرى ..وربما العربى بشكل عام..يمتلك مثل هذه
الثقافة؟ لاأظن..لان الذى يجرى بالفعل مع كل الصغار ، وهم يبدأون أولى
خطواتهم مع عالم اللعبة الكبير..والكبير جدا ، ليس فيه الاأشياء قليلة جدا
، وكلها تدور فى إطار تعليم المهارة ، وصقل الموهبة ، أى أن الموضوع كله
يدور حول الاقدام والعضلات..أما العقول والشخصيات فلا مكان لها..ولهذا
توقعوا دائما الغريب والعجيب..لان هذا الكيان اللامع يفتقد الكثير!!