قيثارة الشرق الراحلة ليلى مراد وعدد قليل جدا من النجمات مثل هند رستم وسعاد محمد
ومن السينما العالمية "بريجيت باردو" ضربن مثلا يحتذى حول ضرورة اعتزال الفنان في
عز تألقه ونجوميته وقبل أن ينصرف عنه الجمهور ويلفظه المنتجون ويقولون له "كفاية
حرام" على طريقة جماهير كرة القدم.
وبدلا من أن يتسلل اليه الزهايمر، ويفقد السيطرة على كلماته أمام خبث بعض رجال
الصحافة والمذيعين الذين قد يدفعونه لأن يقول كلمات أو تصريحات يندم عليها كما حدث
مع نجم كوميدي كبير، حين هاجم حركة حماس أيام ضرب غزة، أو حين سخر من الكاتب
الاخواني محمد عبدالقدوس منذ أيام.
أو يفقد السيطرة بشكل كامل على نفسه ويعترف بأشياء مشينة،
كما فعلت مؤخرا "الشحرورة" صباح حين قالت في برنامج تليفزوني إنها
خانت جميع أزواجها بمن فيهم الراحل رشدي أباظة، رغم أنها لم تتزوجه سوى أيام أو
على الأكثر اسابيع قليلة، ومذيع برنامج "نور على نور" الراحل أيضا أحمد فراج الذي
قيل إنه قد تزوجها لكي يهديها الى طريق الله؟.
ودفعت الكثيرين للتساؤل عن السبب في مثل هذه "الهلوسة".. هل هي شهوة الشهرة
والأضواء التي لا تنطفئ أبدا مع مرور الزمن..أم هو العجز والخرف الذي يدفع الناس في
خريف العمر للاعتراف بأشياء تدينهم وتفضحهم وتهز ثقة الناس بهم، وتعرض مكانتهم
الفنية والاجتماعية للدمار، وتجعلهم هدفا للانتقادات اللاذعة وهجوم الصحافة وشماتة
الشامتين..وما حدث لصباح تكرر من قبل، وسيتكرر من بعد مع نجوم ونجمات آخرين.
وقد كان هناك نجم مسرحي وتليفزيوني من العيار الثقيل مات منذ فترة ليست بعيدة،
وكان يطارد الفتيات المراهقات بسيارته "الفولكس" الصغيرة في ميادين القاهرة وأمام
مدارس الثانوي والاعدادي للبنات.
وشوهد أكثر من مرة وهو يتلقى "علقات" ساخنة على أيدى رجال وبنات واللاتي كن
يضربنه أحيانا بالأحذية و"الشباشب" ومع ذلك لم يتوقف عن تلك العادة السخيفة ولم
يرتدع حتى مات بعد أن مرمغ سمعته وسمعة عائلته ومكانته الفنية في الوحل بسبب تلك
الاعمال الصبيانية المرضية التي زادت عليه بعد أن وصل به العمر أرذله، ولم يكن يقوى
على مقاومة نفسه الامارة بالسوء، رغم اشتهاره بأداء أدوار الرجال الشرفاء والاتقياء
والطيبين على الشاشة وتوليه لمناصب قيادية في مؤسسات فنية.
ويحكى عن النجمة الكبيرة مريم فحر الدين أنها هي الاخرى فقدت السيطرة على نفسها
والتحكم فيما تقول أمام الكاميرات وخلفها، وأصبحت تهذي منذ سنوات بفضائح لا يجب أن
تنشر أو تقال مهما كانت الدوافع والاسباب، مثل اتهامها لابنتها بأنها تخون زوجها،
أو اعترافها بأنها دخلت على زوجها الطبيب الشهير الراحل غرفة نومهما فوجدته يضاجع
زوجة شقيقها الممثل الراحل يوسف فخرالدين والتي طلقها قبل وفاته واستقراره في
اليونان بسنوات.
و اتصلت مريم ذات مرة بأحد البرامج على الهواء لتهاجم فاتن حمامة بعنف شديد
وتقول:"اذا كنتم تقولون ان فاتن حمامة هي سيدة الشاشة اللعربية..امال احنا
ايه..خدامات الشاشة العربية".
ويومها اتصل نجم الكوميديا عادل امام بنفس البرنامج وظل يدافع عن فاتن
حمامة..وكذلك الراقصة.
والممثلة الراحلة تحية كاريوكا، هي الاخرى استدرجها قبل موتها بفترة قصيرة أحد
المذيعين اللبنانيين في برنامج "خليك بالبيت" واستغل حاجتها الشديدة للمقابل الذي
حصلت عليه مقابل استضافتها في البرنامج، وهي التي أصبحت تتسول الادوار الصغيرة في
سنواتها الاخيرة، بعد أن أفلست تماما ولم يعد أحد من المخرجين يرضى بتشغيلها أو
اسناد أية أدوار لها.
وشنت تحية من خلال البرنامج حملة شديدة على كثير من زملائها وزميلاتها سواء من
عاصروها أو الاجيال التالية لها، وقالت كلاما كثيرا جارحا ما كان يليق بها أن تقوله
لولا عوامل كبر السن.
والبعض يؤكد أن هذه العادة موجودة ومعروفة منذ زمن طويل في الوسط الفني، ويضربون
مثالا بالفنان الكوميدي الراحل عبدالفتاح القصري الذي اشتهر بأدوار ابن البلد رغم
أنه ابن لجواهرجي ثري وخريج مدرسة "الفرير" الفرنسية، ويقولون إنه تعرف في أواخر
حياته على فتاة في سن أحفاده سلبت عقله وأنفق عليها كل ما يملك، واكتشف أنها كانت
تخونه مع "طوب الارض" ومع ذلك تمسك بها، وظلت حالته تتدهور حتى فقد بصره، ومات
مفلسا لايملك حتى ثمن "الكفن"!
وعلى الجانب الآخر هناك نجمات ونجوم كبار حافظوا على تاريخهم الفني وصورتهم
المشرقة لدى الناس واعتزلوا وابتعدوا عن الاضواء في الوقت المناسب، وبعضهن من جيل
صباح أو معاصريها في سنواتها الذهبية مثل المحترمة شادية وقيثارة الشرق الراحلة
ليلى مراد وصاحبة الصوت الحنون نجاة.
ونماذج أخرى تثير سؤال لا يجد إجابة حتى الآن..وهو متى يعتزل المبدع أو الفنان
الشهرة والأضواء ؟..ولماذا يفقد البعض وتوازنهم وأحيانا عقولهم حين تنحسر عنهم
الجومية؟!