التفويت حلال..!!

أخيراً اعترف الإعلام المصري أن في مصر تفويتا في مباريات كرة القدم وأقر أن هذه
المعلومة مثيرة بل ووصمة عار في جبين المنافسة الرياضية الشريفة كل هذا لأن الإعلام
الأهلاوي استشعر الحرج الذي يقع فيه ناديه من جراء فوز الإسماعيلي علي الزمالك
واستغل نفوذه في تهيئة الرأي العام وفتح النار بقصد تحفيز لاعبي الزمالك ضد
الإسماعيلي ولم يفكر أحد أن هذا التحفيز هو الآخر مرفوض صحيح أنه بدون دليل مادي
ولكنه بأسلوب غير مباشر يهدف إلي تعطيل مسيرة فريق مثل الدراويش.. وبدأ الأهلي ينفي
التفويت وأعلن الإسماعيلي تحفزه للقمة إستدراج الدرع إلي الإسماعيلية.
واستغل الإعلام الأحمر كل أدواته للتمهيد للمباراة المصيرية المرتقبة بين
الإسماعيلي والزمالك وخرجت المانشيتات الرئيسية والعناوين الفرعية تطعن في ذمة
الزملكاوية وتؤكد أن الأهلي يحذر من تعاطف الزمالك مع الإسماعيلي.. وجوزيه يطالب
لاعبيه بأربعة انتصارات وأعتقد أن هذا ماكان سيحدث لو أن الزمالك في ذات الموقف ولا
حتي الإسماعيلي وحزنت كل الحزن أن تنساق وراء الألوان التي تحكم كتابات البعض من
أسرة النقد الرياضي دون أن يكون هناك اتفاق علي ترسيخ مبادئ تنافسية بين الأندية
الرياضية بوجه عام وليست كرة القدم علي وجه الخصوص لكن حجم شعبيتها شفع لها أن
تلتهم معظم المس*ت في وسائل الإعلام المختلفة.
والمؤسف أيضاً أن مؤسسة اتحاد الكرة التي لا تري رجالها سوي عند القفز علي
نج*ت الآخرين لم تحرك ساكناً وكأن ما يحدث حالياً ليس له صلة بهم ولا يمس الكيان
الكروي بأي شيء فالواضح أن التفويت كان ثمة أساسية في دوري الدرجة الثانية وكل موسم
تفاجأ بفضيحة رشوة هنا وهناك وهذا الموسم تحديداً فاحت رائحة كريهة في أكثر من
مباراة ومع ذلك لم يكن هناك دليل مادي علي ذلك، وفضح البعض لاعبيه لتفويتهم مباريات
بعينها لصالح فرق أخري كل هذا ولم يكلف اتحاد الكرة نفسه عناء التحقيق مع كل من
أدلي بدلوه في هذه الظاهرة.
وطالما أن الجبلاية صامتة فبالضرورة سيلتزم المجلس القومي للرياضة الصمت ولن
يبالي بهذه الأحداث فالكرة في ملعب الجبلاية متجاهلة أنه لا يوجد دخان بدون نار
ومتناسين الأوضاع السيئة للرياضة المصرية خصوصاً أن الملف الأسود لظاهرة التفويت في
المباريات مليء بالأحداث والمفاجآت لكن لأن الجميع مستفيد من تنامي شبكة الفساد
العنكبوتية فالمسئولون في بلدنا لا يرون ولايسمعون ولا يتكلمون وكأن الكلام في
التفويت حرام علي المسئولين، حلال علي الأندية.