الزمالك والأهلي .. قمة جماهيرية وليست تنافسية

إنتهت مباراة الزمالك والأهلي في قمة الكرة المصرية رقم 103 والتي أقيمت علي ملعب
الكلية الحربية بتعادل سلبي بين الفريقين أعطي النيران المشتعلة علي المركز الاول
ولقب الدوري هذا الموسم المزيد من التوهج لتشهد الأسابيع الباقية المقبلة من
المسابقة إثارة وشد وجذب بين الفريقين المتنافسين وهما الأهلي والإسماعيلي.


ويخطئ من توقع او تصور ان فريق الأهلي سيلعب وحيدا تحت ضغط المنافسة علي
بطولة الدوري، فالفريقين لعبا تحت ضغط وليس الاهلي وحده، حيث لعب الزمالك بفريق
قوامه الرئيسي من الشباب الصاعد الذي أراد ان يثبت ذاته أمام حامل اللقب وصاحب
التفوق علي الأبيض طوال السنوات الأربع الماضية وتلك هي الخامسة.

كانت
القمة جماهيرية أكثر منها قمة في المنافسة علي الدوري، وقد امتلأت مدرجات الناديين
بجمهور غفير آزر وشجع طوال المباراة، الزمالك من اجل استعادة المزيد من الثقة،
والأهلي من اجل استمرار المنافسة والابتعاد بالصدارة عن الإسماعيلي المتحفز.


لعب مانويل جوزيه بحذر غير مبرر منذ البداية، واخطأ توقع طريقة لعب الزمالك
ومفاتيح لعبه التي أصبح اغلب هجماته في المباريات الأخيرة من الأطراف التي يشغلها
يمينا حازم إمام ويسارا صبري رحيل صاحبا السرعة والمهارة والمراوغات المجدية والتي
تصل بالفريق في اقل عدد ممكن من التمريرات الي مناطق المنافسين.

فدفع بأحمد
فتحي البعيد عن مستواه تماما لمراقبة رحيل، بينما كان الخطأ الأكبر هو اللعب
بالانجولي جيلبرتو في ناحية السريع حازم إمام، والمعروف عن جيلبرتو انه لا يجيد
الارتداد لمعاونة الدفاع، في مقابل وجود ورقة أخري بديلة وهو سيد معوض الذي يملك
مهارات دفاعية أكثر من جيلبرتو وهو ما ظهر في شوط المباراة الثاني بعد إشراكه بديلا
للانجولي.

لم تكن المباراة عالية تكتيكيا، فظهر الفريقان في اغلب هجماتهم
غير مقنعين خططيا، بل وغلبت العشوائية علي العديد من الهجمات ان لم تكن جميعها،
وافتقد الأهلي للاعبه محمد بركات صاحب المستوي الثابت هذا العام والذي يملك مفتاح
فك شفرة أي دفاع في أي لحظة.

الزمالك دافع عن نتائجه الجيدة في الفترة
الأخيرة حتى لا تفقده اي هزيمة خاصة أمام الأهلي ثقته في نفسه من جديد، وحتى لا
تتعالي العديد من الأصوات التي تقول ان مباراة الأهلي كانت الاختبار الحقيقي للفريق
إذا خسرها، ولكن شباب الزمالك استطاع ان يدافع عن كيانه أولا ثم اسم الزمالك ثانيا.


لعب دفاع كل فريق بشكل مريح الي حد ما ولم يتعرض اي منهما لاختبارات حقيقة
طوال المباراة إلا القليل الذي لا يذكر، والذي اختبر طوال التسعين دقيقة هو خطي وسط
الفريقين، فكانت كل الخطورة للزمالك من صناعة الوسط الذي لعب فيه احمد المرغني
وهاني سعيد واحمد عبد الرؤوف.

في المقابل، كان لاعبو وسط الأهلي بعيدين
وغير مترابطين وهو ما أدي لعزل هجوم الفريق وعدم التمكن من بناء الهجمات التي تصل
براس الحربة فلافيو او صانع الألعاب محمد ابوتريكة إلي مرمي الزمالك، وان كان أكثر
من جري وأجاد في وسط الأهلي حسام عاشور صاحب المجهود الوافر والعطاء.

لم
يظهر المعتز بالله اينو في الصورة دفاعا او هجوما، وكان المخضرم احمد حسن تائها لا
يعرف نوعية الدور الذي مفترض ان يقوم به، فهو تارة لاعب وسط مدافع وتارة أخري تحت
رأسي الحربة تريكة وفلافيو مع التسليم ان جوزيه لعب برأس حربة واحد هو فلافيو !!


وفي الناحية المقابلة، اختفي عبد الحليم علي وشريف اشرف رأسي حربة الزمالك،
ولذلك كانت الخطورة من وسط الزمالك فقط وليس من مهاجميه الذين لم تصلهم كرة تكاد
تهدد مرمي الأهلي إلا كرة وحيد سددها اشرف في بداية الشوط الثاني.

تفوق
مانويل جوزيه في الشوط الثاني بعد إجراء بعض التبديلات، وقابله دوكاستال بثلاث
تغييرات توقع الجميع ان تزيد من قوة الأداء الأبيض ولكنها لم تؤتي بثمارها بعد ان
حاصر الأهلي الزمالك في وسط ملعبه ولكن بلا خطورة تذكر، لذا لجأ الأهلي لسلاح
التسديد من خراج منطقة الجزاء.

يبقي ان أجمل ما في المباراة هو الوجود
الجماهيري والتشجيع المستمر لكل فريق، وهي من المباريات القليلة بين الأهلي
والزمالك التي نجد فيها مباراة أخري في المدرجات، حيث كانت الغلبة دائما لجمهور
الأهلي المتفوق عادة علي الزمالك في السنوات الماضية.