معظم أوائل الحقوق من قرية واحدة عبر ثلاث سنوات !!
عميد الكلية : فشلنا في الوصول للسبب.. ربما تكون الدروس الخصوصية
البداية كانت من عند د.محمد مصطفي يونس عميد الكلية ذاته والذي تولي العمادة عام 2٠٠6 وهي نفس السنة التي بدأت بوادر هذه الظاهرة تحدث فيها حيث فوجئ العميد بوجود ثلاثة من بين السبعة الأوائل بالدفعة من مركز سيدي سالم بكفر الشيخ ومعظمهم من قرية " الفقهاء البحرية " أي مايقرب من نصف أوائل الدفعة .. وهؤلاء السبعة فقط هم اللذين حصلوا علي تقدير عام تراكمي جيد جدا حيث كان الطالب الثاني علي الدفعة من كفر الشيخ ..والرابع من كفر الشيخ .. والسابع من كفر الشيخ لكن وجود هذا العدد لم يجعل العميد يهتم كثيرا أو يشك في أن هناك تلاعبا في نتيجة الطلاب قد حدثت خاصة وأن المجموع الذي يتحدد علي أساسه ترتيب الطالب هو مجموع تراكمي يشمل مجموع الطالب طوال السنوات الأربع وليست السنة الأخيرة فقط أي قبل أن يتولي د0محمد مصطفي يونس عمادة الكلية بأربع سنوات لكن الطامة الكبري كما يقول العميد تكشفت في العام التالي وهو عام 2006 - 2007 حينما وجد خمسة طلاب من كفر الشيخ من بين العشرة الاوائل بالكلية بل إن أربعة منهم كانوا من نفس وذات القرية وهي قرية " الفقهاء البحرية " حيث كان الأول من قرية الفقهاء البحرية بمركز سيدي سالم بكفر الشيخ والثالث من قرية " الفقهاء البحرية من مركز سيدي سالم بكفر الشيخ والرابع من قرية " الفقهاء البحرية " بمركز سيدي سالم بكفر الشيخ والسابع فقط هو الذي كان من قرية المندورة بكفر الشيخ أما التاسع فقد كان أيضا من قرية " الفقهاء البحرية " بكفر الشيخ !! وهنا استبد الشك عند العميد وبدأ يبحث في هذه الظاهرة وقام بإبلاغ رئيس الجامعة في ذلك الوقت د.عبد الحي عبيد.
وبدأت الشكوك تحوم من قبل العميد حول أحد الأساتذة بالكلية من نفس مركز سيدي سالم بالمحافظة لكنه لم يكن عنده دليل علي اتهامه بأنه وراء هذه الظاهرة .. وأكد رئيس الجامعة له وقتها أنه لايمكن أن نأخذ الناس بالشبهات في هذه الواقعة.. وهنا ظهر أمام د.محمد مصطفي يونس عميد الكلية خاطر آخر وهو أن يكون هذا الأستاذ يقوم بتغيير كراسات الإجابة الخاصة بهؤلاء الطلاب من داخل الكونترولات بعد أن يضع مكانها كراسات أخري يتم إجابتها بطريقة نموذجية من قبل طلاب هذه القرية بمحافظته لكن هذا الشك تحطم أمام الواقع الموجود لأن الكلية بها ثمانية كونترولات أي أن كل سنة من السنوات الأربع بالكلية لها كونترولان ومسئول عن كل كونترول أستاذ بالكلية ويستحيل أن يحدث هذا في جميع الكونترولات في وقت واحد حتي ولو كان هذا الأستاذ الموجود من محافظة كفر الشيخ يعمل بأحد هذه الكونترولات.
وقف قبول المحولين
ومع ذلك بدأ العميد يشدد الرقابة علي جميع كونترولات الكلية الثمانية.. واستمر في مراقبة الظاهرة خاصة بعد أن وجد أن عددا من طلاب هذه القرية المسماة " بالفقهاء البحرية " وغيرهم من طلاب مركز سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ يقومون بتحويل الإقامة إلي محافظة القاهرة قبل حصولهم علي الثانوية العامة ويسجلون عناوين إقامتهم علي أقاربهم بالقاهرة حتي يتمكنوا من الالتحاق بكلية الحقوق بجامعة حلوان علي أمل أن يكونوا من أوائل الكلية كما يحدث مع غيرهم بعد أن يعرفوا كيفية الوصول إلي ذلك سواء بطرق مشروعة أو غير مشروعة وجمع د.محمد مصطفي يونس عميد الكلية مجلس الكلية لبحث هذه الظاهرة ، وبعد تدارسها ، ودرءا للشبهات قرر مجلس الكلية عدم الموافقة علي قبول أي طالب بالكلية كان قادما من محافظة كفر الشيخ قبل حصوله علي الثانوية العامة.
المفاجأة الثالثة
لكن المفاجأة الثالثة والمدوية فقد جاءت في نتيجة العام الماضي ٧٠٠٢/٨٠٠٢ لتقلب الأمور رأسا علي عقب حيث كان معظم الأوائل الإحدي عشر من محافظة كفر الشيخ وبالتحديد من قرية الفقهاء البحرية التابعة لمركز سيدي سالم حيث حصل ثمانية طلاب علي مراكز مختلفة ضمن مجموعة الأوائل فالاول علي الدفعة علي سبيل المثال كان من مركز سيدي سالم بكفر الشيخ والثالث من قرية البياض بكفر الشيخ والخامس من قرية " الفقهاء البحرية " بمركز سيدي سالم بكفر الشيخ والسادس من قرية " الفقهاء البحرية " بمركز سيدي سالم بكفر الشيخ، والعاشر من قرية " الفقهاء البحرية " بمركز سيدي سالم بكفر الشيخ وهكذا.. وهو مالاينكره ايضا د حسام الصغير وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب ويعترف أن ماحدث في هذه الواقعة بلا شك يعتبر كارثة وتنبئ عن واقع خطير لحالات تزوير في الكونترولات أو غش في الامتحانات. ويضيف وكيل الكلية أن خطورة هذه الواقعة تكمن في أن ماحدث فيها لن يكون المسئول عنها شخص واحد بل عدة أشخاص عملوا مع بعضهم في وقت واحد لأنه يستحيل علي أستاذ واحد أن يفعلها.. وطوال هذه السنوات.. ولصالح طلاب قرية بعينها.. وهذا ماسوف تكشف عنه الأيام القليلة القادمة والتحقيقات التي تتم فيها ، ولهذا فنحن نطلب من الجهات الرقابية المختلفة أن تساعدنا في كشف المستور في هذه الواقعة الفريدة من نوعها في تاريخ الجامعات المصرية.
فحص كراسات الإجابة
وهنا قرر د.عبد الله بركات رئيس الجامعة تشكيل لجنة من ثلاثة أساتذة بالكلية لفحص أوراق طلاب هذه الدفعة في السنة الرابعة كما يقول عميد الكلية.. فوجدت اللجنة أن إجابات الطلاب تكاد تكون واحدة وأن كراسات الإجابة ممتلئة عن آخرها بالكتابة، والتسطير بكراسات الإجابة متطابق تماما ولايوجد بأية كراسة إجابة من كراسات الطلاب الأوائل من محافظة كشط واحد وهنا قرر العميد إبلاغ د.عبد الله بركات رئيس الجامعة بكل هذه الوقائع فقرر إحالة الأمر برمته للتحقيق للبحث عن سر هذه الظاهرة المحيرة ، والكشف عن من الذي وراءها بل قرر أن يطلب من الأجهز الأمنية المختصة أن تساعده في كشف حقيقة هذه الواقعة وتم عرض الامر بكامله علي مجلس الكلية فقرر مبدئيا وقف تعيين أي معيد من هذه الدفعة لحين كشف المستور فيما حدث واتفق معهم رئيس الجامعة في هذا القرار بل طلب من مجلس الكلية أن يتم تعيين المعيدين عن طريق إعلان مفتوح يتقدم له أوائل الدفعات بمختلف كليات الحقوق في الجامعات المصرية ليتم اختيار الأفضل والأعلي تقديرا. كما قرر رئيس الجامعة رفع الأمر برمته أيضا للدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
سأبلغ النائب العام
وقامت " أخبار اليوم " بمواجهة د0هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي لمحاولة معرفة تفسيره لهذه الظاهرة الخطيرة فقال إنني أقوم الآن بجمع المعلومات من مختلف الجهات حول هذه الظاهرة المحيرة لأن الدليل فيها ليس من السهل الوصول إليه لكن نقوم حاليا بتطبيق مجموعة من الإجراءات سوف نتمكن من خلالها علي مدي الأشهر الثلاثة القادمة من كشف سر هذه الظاهرة لأنها إذا حدثت في عام لايمكن أن تحدث في عامين أو ثلاثة كما حدث في حقوق حلوان وبالذات حقوق حلوان ، ولم تحدث في أي كلية أخري لأبناء هذه القرية في الجامعات الأخري ، وقد طلبت من الرقابة الإدارية بحث هذا الموضوع من مختلف جوانبه فإذا ثبت أن هناك تقصدا من ذلك سوف أقوم علي الفور بإبلاغ النائب العام لإتخاذ الإجراءات المناسبة أما الجامعة فهي تحقق في الموضوع بطريقتها لأنه ليس من سلطتي كوزير للتعليم العالي التحقيق في أي أمر داخل الجامعات لأن هذا هو شأن الجامعات ذاتها، وليست وزارة التعليم العالي.