روى الفيلسوف المسلم الدكتور "رشدي فكار" وهو من أعضاء الأكاديمية الفرنسية لما
وراء البحار قصة علم من أعلام فرنسا في زمن الرئيس "جسكار ديستان" قال:
عاد هذا الفيلسوف إلى فراشه، ثم قتل زوجته على سريرها وذهب إلى مسؤول
الشرطة في القسم المجاور قائلا: أنا فلان الفلاني، فوقف له هذا الضابط إجلالا لهذا
العبقري الفرنسي المشهور فقال له : لا تضيع الوقت، لقد قتلت زوجتي على فراشها،
خذ الإجراءات التي تجب عليك، فشك هذا الضابط في أنه مخمور؟ فتأكد ولم يجد شيئا
من الخمر، فقال: هل جرى لك شيء؟ قال: أنا بكامل عقلي ووعيي. فهاب أن يتخذ مع
هذا الفيلسوف الكبير إجراء، فاتصل بوزير الداخلية الذي اتصل بدوره بالرئيس الفرنسي،
فقال الرئيس تأكدوا من الحادث، فإن كان قد وقع فعلا فأحيلوه إلى مستشفى المجانين،
لأنه عار على فرنسا أن تعتقل فكرها.
إذا عرف السبب بطل العجب:
أتدرون لماذا قتل زوجته؟ إنه قدم لها في نظره إحسانا ما بعده إحسان..كيف؟
إن "فلسفته الوجودية" التي يؤمن بها هذا الفيلسوف الكبير تقول :" إن الإنسان يصارع
في معركة خاسرة منذ الولادة لأنه سيموت، فما دام سيموت -وهذا حتم لازم- فليس
على الإنسان إلا أن يختار خيارا واحدا لا غير هو: كيف يموت فقط؟
الواقع أنه وصل إلى نصف الطريق، ولكنه لم يستطع أن يواصل بدون هدى، لأنه لا يعرف إلا
ظاهرا من الحياة الدنيا، كما يقول الله تعالى عن الكافرين في محكم تنزيله:" يعلمون
ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون".
إن فلسفته إذا هي: كيف تختار لنفسك أن تموت؟والوصية هي أن تموت وأنت في أسعد
اللحظات، ومارس ذلك عمليا بزوجته، فلما رآها سعيدة على فراشها، رآى أن هذه هي
اللحظة المناسبة لكي يهدي لها هدية في أن يخرجها من الدنيا في حالة طيبة فقدم
لها هديته فذبحها..
فبالنسبة له لا توجد حياة بعد هذه الحياة؟؟؟
آه لو عرف الإسلام..
لو كان هذا الرجل (فكر فرنسا كما يقول عليه الرئيس الفرنسي) قد عرف الإسلام فعلم
أن الدنيا لعب ولهو وأنها دار زراعة للآخرة لتحول سلوكه وأصبح يسعى للغرس في هذه
الدنيا لما ينجيه غدا. سقت هذه القصة لتبيين نعمة الإسلام التي من الله تعالى بها
علينا، إخواني فلنشكر هذه النعمة ولنسعى إلى إرضاء الله تعالى ولنعلي راية الإسلام
عاليا..