خرجت جيني هيكس مع زوجها تريفور وابنتيها سارة وفيكي في صباح الخامس عشر من ابريل
1989 وتوجهوا إلى شيفيلد لمشاهدة مباراة لفريق ليفربول في الدور قبل النهائي لكأس
الاتحاد الانجليزي أمام نوتنجهام فورست وكان كل ما يشغلها هو عدم قدرتها على الجلوس
في المدرجات بجوار ابنتيها.
وقالت هيكس لرويترز "كان معنا ثلاث تذاكر في
مدرج معين بينما قررت العائلة أن أذهب أنا لمشاهدة المباراة من مدرج آخر.. شعرت
بالإحباط لأني كنت أتمنى الوجود معهم."
لكن لو كانت هيكس قد ذهبت مع باقي
أفراد عائلتها لكانت على الأرجح ستكون ضحية أخرى وليست شاهدة على كارثة مروعة هي
الأكبر في تاريخ كرة القدم البريطانية داخل ملعب عندما قتل 96 مشجعا لفريق ليفربول
سحقا تحت الأقدام بسبب التدافع.
وكانت هيكس قد بدأت تتساءل في الساعة
الثالثة عصر هذا اليوم ومع اقتراب موعد انطلاق المباراة عن سبب وجود مشجعي ليفربول
في منتصف هذا المدرج وليس على جانبيه لكنها لم تكن تعلم أن التزاحم الشديد خارج
الملعب أجبر الشرطة على فتح بوابة الخروج لإدخال مجموعة من الجماهير عبر ممر ضيق في
المنتصف.
ومع تأجيل موعد انطلاق المباراة ست دقائق شاهدت هيكس "الأسى
الكبير على وجوه الناس" قبل أن تلتقي مجددا مع زوجها تريفور في الساعة الثامنة ونصف
من هذه الليلة في مستشفى وتعلم أن ابنتها فيكي البالغ عمرها 15 عاما قد سحقت تحت
الأقدام.
ولم تعاني جيني من فاجعة فقدان ابنتها الصغيرة بل انها عرفت بمقتل
ابنتها سارة البالغ عمرها 19 عاما عندما رأت على شاشة كبيرة صورا للأشخاص الذين
قتلوا في هذا الحادث المأساوي.
وما زاد من مأساة هيكس هو ما وصفته بوجود
تضليل من المسؤولين حول هذه الواقعة إذ أنها تتذكر في هذا اليوم سؤال رجلي شرطة لها
عما إذا كانت ابنتاها تحت تأثير الخمر.
وقالت هيكس "بدا وكأن الأمر كله
متعلق بشرب الخمر.. يا للهول.. لقد استلمنا جثتي ابنتينا وهما على الأرض."
وقبل أربع سنوات من هذه الحادثة تسببت بعض جماهير ليفربول المشاغبة في وفاة
39 مشجعا من يوفنتوس في ملعب هيسيل في بروكسل قبل نهائي كأس ابطال اوروبا. وحاولت
جماهير ليفربول التي لا تمتلك تذاكر لدخول المباراة مع بعض الجماهير الأخرى في
إيجاد سبيل لدخول الملعب.
وعلى هذه الخلفية فقد قال ديفيد داكنفيلد الذي
كان مسؤولا عن الامن في هيلسبره لمسؤولي الاتحاد الانجليزي لكرة القدم إن جماهير
ليفربول أجبرت المسؤولين على فتح بوابة الدخول.
وادعت صحيفة ذا صن بتقرير
مثير في صفحتها الرئيسية أن جماهير ليفربول التي كانت تحت تأثير الخمر تسببت في هذه
الكارثة قبل أن تتقدم الصحيفة باعتذار في صفحة كاملة عن ذلك في 2004.
وظهرت
الحقيقة في تقرير القاضي تيلور في اغسطس 1989 الذي قال إن فتح البوابة الثالثة في
الملعب والفشل في التعامل مع تدافع الجماهير من ضمن الأسباب الرئيسة لوقوع الحادث
كما اتهم داكنفيلد "بأنه فشل في السيطرة على الأمر بفاعلية."
ورغم ذلك تقول
هيكس "لم يتحمل أي شخص مسؤولية ما حدث." وانتهت التحقيقات في هذا الأمر في مارس
1991 مع رأي أغلبية المحلفين بعدم ادانة أي شخص.
ونتيجة لذلك فان عائلات
الضحايا تبقى تملك أسئلة لا تجد من يجيب عنها.
وقضى رئيس الادعاء العام في
بريطانيا عام 1990 بعدم وجود أدلة كافية لتوجيه اتهام لاي اشخاص في هذا الحادث لكن
مجموعة دعم عائلات هيلسبره برئاسة تريفور زوج هيكس السابق أقامت دعوى قضائية ضد
داكنفيلد وزميله برنارد موراي بتهمة القتل الخطأ وعدم الاهلية لتولي منصب عام.
ومع نهاية هذه الدعوى في عام 2000 نال موراي البراءة فيما فشل المحلفون في
الوصول لقرار فيما يتصل بداكنفيلد ورفض القاضي فتح هذه القضية مجددا.
وقالت
آن ادلينجتون محامية العائلات في هذي الدعوى إن هناك تفسيرا بسيطا وراء مواصلة
أقارب الضحايا حملتهم.
وأضافت "لو كانت شرطة ساوث يوركشير اعترفت بخطأها في
البداية لكان الناس قد تقبلوا ذلك.. لقد تم تعديل تقارير أفراد الشرطة لإبعاد
الانتقادات عن الشرطة وفي المقابل توجيه الانتقادات لسلوك جماهير ليفربول."
وأهم الأشياء التي تثير الجدل هو ما يقال بانه في الساعة الثالثة و15 دقيقة
من هذا اليوم كان الضحايا قد قتلوا أو تعرضوا لإصابات جسيمة لكن مارجريت اسبينال
ترتاب في أن ابنها جيمس البالغ عمره 18 عاما قد مات بعد هذا الوقت وقالت إن
الاستجوابات كان كلها عن "شرب الخمر والتأخر في الحضور للمباراة وذهاب جماهير بدون
تذاكر" فيما فشلت في استجواب رد عن فعل خدمة الطواريء.
وتقدمت آن وليامز
التي مات ابنها كيفن في هيلسبره بدعوى للمحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في الشهر
الماضي لكنها خسرتها.
ويمكن للذين فقدوا أقاربهم أن يشيروا إلى أمر واحد
إيجابي هو الموقف الأمني الحالي في كافة الاستادات الممتلئة حتى أن اسبينال قالت
"ينبغي على كل مشجع في البلد يذهب إلى المدرجات في أمن ويدرك أنه عائد لمنزله بنسبة
99.9 بالمئة أن يتذكر مع عائلته هؤلاء القتلى البالغ عددهم 96 شخصا في هذه
المأساة.. لم تسنح الفرصة لأطفالنا