دائما ما تكون نظرة محبي كرة القدم الى كرة القدم الاحترافية في اوروبا بلاعبيها وانديتها انهم المثال الاعلى في الانضباط والتعامل الاحترافي العالي، الذي يكون اساسا في بناء الفريق وتألق اي لاعب من لاعبيه مهما علا نجمه وزادت شهرته.
لكن هذا الامر لا ينطبق على بعض الحالات التي تعتبر مثالا سيئا ووضعا شاذا لا يريد القائمون على اندية كرة القدم العالمية ان يستمر ويأخذ في الانتشار لانه بكل تأكيد يشكل خطرا عليها وإبرز هذه الامثلة مهاجم انترميلان البرازيلي ادريانو.
ادريانو بدا في فلامنجو البرازيلي قبل ان يشتريه انتر ميلان ويعيره الى فيورينتينا ليبرز بشكل واضح في فرقة المدرب برانديللي بقدراته التهديفية وتسديداته المحكمة وبنيانه الجسدي القوي.
ويكمل ادريانو هذا التألق في بارما ويلفت الانظار ليعود الى فريقه الانتر في شتاء 2004 لتتطلع جماهير الجيوسيبي مياتزا الى هدافها ونجمها الجديد وكلها امل كبير في ان يحقق لاعبهم الشاب الاهداف ويساعد فريقه على حصد الالقاب، لكن هذا لم يحصل ورغم تسجيل ادريانو 13 هدفا في موسم 2005/2006 الا انه تراجع بشكل كبير في الموسم الذي تلاه وفشل في تسجيل اكثر من خمسة اهداف وسط تقارير تتهمه بعدم الانضباط في تدريبات الفريق وسهره المتواصل في الملاهي والبارات وصارت علاقته سيئة مع روبرتو مانشيني مدرب الانتر انذاك وتطور الى سوء العلاقة مع النادي ورئيسه موراتي ليدخل ادريانو ازمة حقيقية جعلته يعود إلى البرازيل ويتلقى علاجا نفسيا من الاكتئاب ويلعب معارا في فريق ساوباولو البرازيلي.
وبعد نصف موسم في البرازيل اعلن ادريانو أنه تخطى ازمته وانه يريد العودة والتألق من جديد مع الانتر وتسجيل الاهداف، كما تعود عليه جمهور الكالتشيو في بدايات المهاجم البرازيلي المشاغب.
وكانت العودة هذه المرة قد اتت في وقت مناسب بوجود مدرب جديد هو خوسيه مورينيو، الذي اوضح أن ادريانو سيكون من ضمن الاسماء التي سيعول عليها في النيراتزوري، لكن مورينيو نجح في كل شيء الا تقويم نجم الهجوم البرازيلي الذي عاد الى عادته القديمة في التسيب واهمال الجانب التدريبي واللياقي والسهر والرقص في الملاهي الليلية، وبالتالي التأخر عن تدريبات الفريق، نتيجة لكل ذلك ليدخل في صدام جديد مع المدرب البرتغالي والذي اعطاه فرصة اخرى ليظهر ادريانو في مشاركات خجولة، بدا فيها ثقيلا قليل التركيز ولكنه ظل رغم ذلك في دائرة الاضواء ليتم استدعاؤه الى منتخب البرازيل من قبل دونجا والذي فضل اراحته في لقاء الاكوادور والبيرو لكي لا يجعله تحت الضغوط ويكون الاستدعاء نوعا من رفع معنويات لا اكثر.
ويعود ادريانو مجددا الى الاستهتار والمشاكل ويتخلف عن العودة الى الانتر في الوقت الذي يسعى فيه الفريق الى انهاء صراع لقب الدوري لمصلحته، وتعود علامات الاستفهام متسائلة عن سبب هذا التأخير وياتي جواب مدير اعماله غريبا لينفي بانه تاخر بسبب الاعتقال وبان ادريانو يقضي الوقت في منزله ومع اسرته وكانه بذلك ازاح اللوم عن موكله بل وزاد بان ادريانو قام بحضور مباراة فريقه السابق فلامنجو ضد فلومينيسي!
لا شك أن هذا السلوك يثير استغراب الكثيرين من متابعي الكرة العالمية ومن لاعب يفترض أنه يلعب في اعلى مستويات الاندية العالمية، والسؤال هنا هل ستتخذ ادارة الانتر قرارا حاسما يمنع تكرر هذه الامور من ادريانو او غيره، خصوصا ان الانتر قد حسم بشكل كبير لقب السكوديتو الايطالي ولن تكون حاجته لاكتمال الصفوف كبيرة بوجود الثنائي ابراهيموفيتتش وبالوتيللي ام سيتساهل القائمون على النادي مع النجم البرازيلي ويعطونه فرصة جديدة ويدعون الى اقامة عيادة نفسية وملها ليليا خاص بادريانو لكي يكمل مسيرة التألق في الرقص والنوم.