"أنا مش عارف ايه اللي خلاني أوافق وآجي البرنامج ده".
هذه العبارة تسمعها من كل ضيوف برنامج المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم "هات م الآخر" على قناة نايل كوميدي، والذي يستضيف من خلاله نجوم صحافة وسياسة وفن ومجتمع ليسألهم أسئلة ساذجة وسمجة، ويتفاخر أمامهم بجهله بالقراءة والكتابة، حيث يعتمد على سماعة في اذنيه يلقنه من خلالها معد البرنامج السؤال الذي يوجهه الى الضيف، وغالبا ما يخطئ في فهم السؤال و نطقه.
ويبدو الأمر وكأنه حوار طرشان ويفقد الضيف أو الضيفة أحيانا أعصابه، وخصوصا بسبب تعليقات "شعبولا" السمجة واستظرافه عمال على بطال، وقفشاته المكررة والمتكررة.
ويصبح السؤال الطبيعي الذي يسأله الضيف لنفسه في كل حلقة بعد أن يحس بالإهانة وسخافة الموقف.."انا ايه بس اللي جابني".
الحقيقة أن "شعبولا" ظاهرة إعلامية وفنية تستحق الدراسة، فهو ليس صاحب صوت جيد وليس مطرباً من النوع صاحب الموهبة، مثل الراحل محمد عبدالمطلب أو "محمد طه" أو "ابو دراع".. وكلهم مطربون شعبيون من الطراز الرفيع وأصحاب موهبة ولكن أحداً فيهم لم يكن يسمح للصحفيين والمذيعين بأن يجروا اللقاءات والبرامج معهم لكي يسخروا منه ومن جهله ومن طريقته في نطق الكلمات.
والجميع يعرف أن شعبولا يدعي الغباء ويكسب من وراء مظهره وطريقته في الكلام وملابسه المميزة، معوضاً بذلك تواضع موهبته، فذكاء "شعبولا" يكمن في هذا التغابي وفي استثمار الدعاية لأقصى حد ممكن، وهو يجلس يوميا مع كاتبه الملاكي ومؤلف أغانيه اسلام خليل ليصنع
شائعة جديدة أو يفبرك خبراً ويتولى ترويجها بنفسه أو عبر عدد من المحررين الفنيين الذين أدمنوا الاتصال بشعبان واسلام ونقل الاخبار الكاذبة عنهما، وآخرها خبر عن فيلم يحكي قصة حياة شعبان عبدالرحيم يكتب له اسلام السيناريو والحوار ويمثله شعبان بنفسه ومعه ابنه.
وطبعاً ليس هناك فيلم ولا يحزنون وليس هناك شركة ستقبل أن تنتج فيلما لشعبان بعد الفشل الذريع الذي حققه فيلم "فلاح في البيت الابيض".
والحقيقة أن العيب ليس في شعبان، ولكن في المسئولين عن القناة الذين جعلوه مذيعاً، والضيوف الذين يقبلون أن يحاورهم كمذيع، والصحفيون الذين يتسابقون لنشر أخباره، رغم علمهم أن معظمها غير صحيحة ومجرد فبركة في فبركة من أجل الدعاية واستمرار التواجد..ورزق شعبان ع المجانين!