بعد وفاة الكوميديان البريطانى "بيتر سيلرز" صاحب سلسلة أفلام "الفهد الوردى"، والتي كان يلعب من خلالها شخصية محقق فى الشرطة الفرنسية معدوم الموهبة اسمه "جاك كلوزو".
ومع ذلك ينجح فى كل مرة فى حل أعقد الألغاز عادت شخصية المفتش الغبى إلى الحياة من جديد من خلال الممثل الكوميدى الظريف "ستيف مارتن"، الذى بدأ بفيلم عنوانه "الفهد الوردى"، وليقدم لنا هذا العام "الفهد الوردى - 2"، معتمداً على نفس الشخصية الطريفة والشخصيات المساعدة المحيطة بها، مع تقديم نجوم معروفين مثل "آندى جارسيا" و "جيرمى ايرونز" الممثلة الحالية وملكة جمال الهند سابقاً الجميلة "إيشواريا راى".
الجزء الثاني من "الفهد الوردى" بأداء "ستيف مارتن" تبدو أقل إحكاماً من الفيلم السابق، ولكنها تتضمن الكثير من الضحكات الصافية، والمشاهد الكوميدية التى تم فيها استغلال أدوات السينما من صورة ومونتاج واكسسوار وديكور بدرجة عالية من الإتقان وستجد فى "الفهد الوردى - 2" نفس الشخصيات الثابتة التى أعطت السلسلة طابعها الخاص مثل الضابط العجوز "درايفوس"، وهو رئيس "كلوزو" فى العمل، ويتميز "درايفوس" بغيرته من "نجاح كلوزو" غير المبرر، خاصة وأنه رجل شديد الغباء.
وهناك أيضاً شخصية مساعد "كلوزو" الأكثر ذكاء "جوبير بونتون" ، وقد لعبها فى "الفهد الوردى" بجزءيه الممثل الفرنسى المعروف "جان رينو"، ولدينا كذلك السكرتيرة الخجولة "نيكول" التى ستنجح فى "الفهد الوردى -2" فى الزواج من "كلوزو".
أما حبكة الفيلم فهى بسيطة، وتذكرنا بقصص الأطفال، فهناك لص غامض يقوم بالسطو على بعض المتعلقات الأثرية من العواصم الكبرى مثل وثيقة "الماجناكارتا" فى لندن، وأحد الأكفان المقدسة فى روما، وسيف امبراطور اليابان فى طوكيو، ولا يترك هذا اللص خلفه سوى ورقة تحمل اسمه المستعار وهو "تورنادو".
وللقبض عليه يتم تشكيل فريق دولى من محققين ينتمون إلى اليابان وبريطانيا وإيطاليا، ثم يمثل الجانب الفرنسى "جاك كلوزو" شخصياً الذى نراه فى المشاهد الأولى، وقد تم ركنه على الرف، لتسند إليه مهمة تسجيل المخالفات المرورية لمن يقومون بالركن فى الممنوع، كما تدخل إلى الفريق الحسناء "سونيا" التى قامت بتأليف كتاب عن شخصية "تورنادو"، والتى تمتلك معلومات كثيرة عنه.
وتتوالى المواقف الضاحكة التى تنبع أساساً من غباء "كلوزو" الواضح رغم ثقته المبالغ فيها بقدراته، وهناك مشاهد لا تصدق فى خيالها الغريب عندما يقوم "كلوزو" باستجواب بابا روما شخصياً إثر سرقة خاتمه من يده أثناء نومه.
وتصل البلاهة بالمفتش الذى ينطق الإنجليزية بلكنة فرنسية إلى حد أنه يسأل البابا عن وظيفته وعن ملابسه الغريبة، بل إنه يرتدى نفس الملابس ليظهر أمام المصلين فى الشرفة، وفى النهاية نكتشف أن كل الحوادث سالفة الذكر وراءها الجميلة "سونيا" التى لم تستهدف سوى صرف الأنظار عن حراسة ماسة "الفهد الوردى" لسرقتها.
ولكن "كلوزو" يضع بدلاً منها "ماسة فريقه" ليبدو أذكى الأذكياء فى المشاهد الأخيرة، ولعل هذا التحول هو أضعف ما فى "الفهد الوردى" بجزءيه ليس فقط لأنه ضد منطق اللعبة التى نلعبها حيث نضحك على الغباء لا الذكاء، ولكنه أيضاً لأنه ضد ثراء الشخصية وخيالها الذى جعلها تستمر بنجاح فى أعمال جديدة، وبممثلين جدد طوال هذه السنوات.