الحقيقة التي لا ينكرها أحد أن عمرو دياب ظاهرة غنائية فرضت نفسها وموهبتها عربياً وعالمياً طيلة عقدين من الزمان سواء شاء الكثيرين أم رفضوا.
راهنوا علي فشله وقالوا إنه مجرد ظاهرة عمرها الافتراضي سنوات قليلة، إلا أن دياب دخل في سباق مع نفسه لم يلتفت إلى غيره بل حرص على تطوير نفسه متسلحاً بذكاء فطري وقبول اجتماعي جعله لا ينظر إلا على رقم واحد كهدف له يسعى إلى تحقيقه .
وفي المارثون الغنائي تساقط الكثيرون أمامه كأوراق الشجر وكانت دائماً كلمة السر في نجاح دياب أنه لم يلتفت أبداً وراءه ليرى من سقط أو من خارت قواه ولم يعد قادراً على الصمود ليربح دياب السباق عن جدارة واستحقاق.
الهجوم علي دياب أصبح ظاهرة أو عادة سنوية غالباً ما تطغى على الساحة الغنائية خاصة قبل إصداره لألبوماته، وبرصد سريع نجد أن دياب يعد من أكثر الفنانين الذين تعرضوا للهجوم من قبل زملائهم في الوسط الفني ، ومن أكبر مزايا دياب أنه لا يقابل هذا الهجوم بالرد أو الإساءة بل غالباً ما يرفض التعليق ولا يلتفت إليه إطلاقاً وكأن الأمر لا يشغل باله، فهو يؤمن في قرارة نفسه أن من ينتقده يريد أن يصرفه عن الالتفات إلى عمله بالاستغراق في الرد عليه، إلا أن دياب بذكائه يرى أن مجرد رده يمنح من يهاجمه شهرة ومكانه لا يستحقها.
"ذكاء دياب بلورة" جملة قالها لي أحمد زغلول مدير أعماله وكاتم أسراره بعد أن تعرض دياب لأحد الحملات الشديدة من قبل إحدي المجلات الأسبوعية قائلاً "عمرو يقدر يرد عليهم كويس بتليفون صغير يكلم رئيس مجلس إدارة جريدة "س" وهو قريبه ويخليه يهاجم المجلة دي ..أو يتصل بالصحفيين ويعمل مؤتمر صحفي عالمي ..بس عمرو أكبر من هجوم موجه هدفه يزود نسبة المبيعات بعد ما بقى مرتجع المجلة قريب من عدد المطبوع منها ..عمرو مابيردش إلا بشغله .. واللي هايرد جمهور عمرو في المواقع والمنتديات .. هم اللي يقدروا يدافعوا عن عمرو كويس"
استمعت لإجابة زغلول وتحليله لأسلوب عمرو في الرد على مهاجميه، وتأكدت بنفسي عندما رفض دياب الإجابة عن أي سؤال يتطرق إلى أحد بل بالعكس أشاد ببعض النجوم التي أدمنت انتقاده وأكد أن مستقبلهم مبشر بالخير وهو سلوك يعكس نجومية حقيقة لا زائفة.
موسم الهجوم علي دياب اشتعل بشدة بعد تجديد عقدة مع روتانا العام الماضي بصفقة قياسية هي الأغلى في تاريخ الغناء العربي، فعلى مدار عام كامل انصبت سهام النقد والتجريح على دياب، بل وتزايدت وتيرتها في الفترة الأخيرة
فمن (تامر حسني) الذي لا يخلو حوار له من انتقاد دياب والإشارة إلى أن شعبيته هي الأعلى وأنه حقق في خمس سنوات ما حققه دياب في عشرين عاماً ..إلى (مصطفي قمر) وتصريحاته التي نفاها فيما بعد بأن دياب يربي عضلاته كي يخيف جمهوره، مروراً بالمطربة (اليسا) التي ربطت تجديد عقدها مع روتانا بالحصول على قيمة تعاقد عمرو، ثم شيرين التي هاجمت وبشدة برنامج دياب الأخير "الحلم"
إلا أن الصدمة الأخيرة جاءت من (أصالة) التي شنت هجوما حاداً على دياب في حواره الأخير مع صحيفة الشروق وأطلقت تصريحات من العيار الثقيل فاجأت الجميع داخل الوسط الغنائي لأن انتقاداتها جاءت عشوائية استمراراً لتصريحاتها السابقة والتي سببت لها خلافات عدة سواء مع ميادة الحناوي و نوال الزغبي، فمن يعرف أصالة جيداً يدرك أنها سهلة الاستثارة ويستطيع أي صحفي محنك أن يجرها إلى مصيدة الانتقادات اللاذعة ويورطها في خلافات لا حصر لها .
أصالة انتقدت بشدة برنامج عمرو رغم أنها أشارت إلى أنها لا تتابعه وهو ما يطرح سؤالاً كيفية انتقادها ما تراه دون المستوي وفي الوقت نفسه تؤكد أنها لم تشاهده بل والغريب أنها تفكر جدياً في إطلاق برنامج سيرة ذاتية يحكي مشوارها مع الغناء والطرب بعد أن قام عمر بإذاعة برنامجه.
و قالت أصالة :" لا يجوز لأي شخص أن يتحدث عن نفسه إلى هذه الدرجة.. البرنامج طويل.. ما عندي شك بذكاء عمرو.. أيضاً لا يوجد عندي شك أن أي فنان عربى يصل لمكانة عالية ثقته بنفسه ترتفع جدا لدرجة أنها قد لا تسمح له بتقبل النصح من الآخرين أو تقبل التوجيه منهم.. يوجد شيء يجب أن يحافظ عليه الفنان طوال الوقت، وهو أن يظل تلميذاً.. حتى أمام أي ملحن أو شاعر صغير.. الثقة بالنفس شىء والتكبر والإحساس بالذات شيء آخر.. تصل لمنتهى الحكمة عندما تصل لمرحلة الثقة بالنفس وأن تشعر بقيمة الآخرين.. أنا أقول إن على عمرو دياب أن يعيد حساباته".
وعند سؤالها هل تابعت البرنامج أجابت اصالة قائلة " الحقيقة لم أتابعه.. لكن زوجى كان مهتما بالمتابعة وشاهد أكثر من حلقة، ولكن شعرت أنه صعب جدا علىّ أن أشاهد واحداً يتحدث عن نفسه وغزواته ونج*ته.. أنا اليوم إذا ظهرت في برنامج لأتحدث عن نفسي فسأحكي كل السلبيات التى مررت بها.. يجب أن نظهر لنفيد الناس بسلبياتنا وإيجابياتنا.. نحن لم نر شيئا حقيقياً عن مشاهيرنا.. مشاهيرنا عندهم سقطات فى حياتهم لأنهم بشر".
المشكلة أن أصالة نفسها من أكثر الفنانين اعتزازاً بالنفس ولا أريد أن أقول غروراً، بل إنها ترى نفسها واحدة من أفضل الحناجر الذهبية ولا تقبل النقد على الإطلاق، وكثيراً ما هاجمت منتقديها ووصفتهم بالجهل وعدم الوعي .. ويتوقع العديد من المتابعين للوسط الفني أن أصالة في برنامجها الذي تنوي إصداره لن تسرد سلبية واحدة من سلبياتها او خلافاتها مع شقيقها الذي نجح في توريطها في مشكلة كبرى بأن قام بتسجيل حوار هاتفي بينه وبينها وزوجها طارق العريان تم تداوله عبر الانترنت و"اليوتيوب" ويحمل كمية هائلة من الألفاظ الخارجة.
وعندما اقتبست أصالة فكرة إعداد برنامج عن نفسها وضعت نفسها في مقارنة مع دياب رغم أنها مدينة له بالشكر لأنه أول من بادر بإطلاق موضة برامج السير الذاتية .. تقول أصالة " أفكر جدياً في أن يكون لدىّ برنامج، ولكنه سيكون مختلفاً عن برنامج عمرو دياب، لن يكون عن حياتي وإنما أقدم للناس فيه خبرة حياتية قد لا تكون طويلة، ولكن فيها مواقف كثيرة مهمة".
وفي تلميح لا يقبل الشك في أنه موجه إلى دياب، بررت أصالة عدم حصولها على جائزة "الميوزيك اوورد قائلة " ولا كاظم أخذها ولا وائل كافورى ولا ناس كثيرة عندها مبيعات عالية وجماهيرية كبيرة، وأنا ما عندي شك بما يقال إنها جائزة مأجورة وإذا يوم من الأيام أخذتها سأكون قد دفعت ثمنها أو وجدت من يدفع ثمنها لي".
تبرير أصالة يناقض نفسه، فهي تؤكد أن الجائزة مدفوعة الثمن وفي الوقت نفسه لا ترفضها بل تبدي عرضاً بأن لديها استعداداً لقبولها سواء من مالها الخاص أو أن تقوم شركة إنتاجها بدفع قيمتها لها، وعندما تحصل عليها سنرى كلاماً مختلفاً عن الجائزة وأنها أفضل جائزة وتتويج لمشوارها الطويل وأنها تستحقها عن جدارة واستحقاق .
ومثلما نصحت أصالة دياب بأن يعيد حساباته نطلب منها أن تبادر بهذه الخطوة وأن تعيد حساباتها كي لا تخسر الكثير ويكفي أنها خسرت جمهور الهضبة.