بعد مباراتين رسميتين فقط في قيادة المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم أكدت الأحداث أن
أسطورة كرة القدم الأرجنتيني المدير الفني للفريق حاليا خبير في المتناقضات
والغرائب ليس على المستوى الشخصي فقط وإنما على المستوى المهني أيضا وهو ما أثبته
عندما كان لاعبا وبرهن عليه حديثا في مجال التدريب.
في مطلع الأسبوع الحالي
وبالتحديد في يوم السبت الماضي حقق المنتخب الأرجنتيني الفوز على ضيفه الفنزويلي
4/صفر في الجولة الحادية عشر من تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس
العالم 2010 بجنوب أفريقيا لتكون بداية رائعة للفريق في المباريات الرسمية التي
يخوضها تحت قيادة مارادونا.
ولكن خلال أربعة أيام فحسب انقلبت الأوضاع رأسا
على عقب واختفى بريق هذا الفوز خلف ظلام الهزيمة الثقيلة والمفاجئة التي مني بها
الفريق الأرجنتيني أمام مضيفه البوليفي 1/6 مساء أمس الأول الأربعاء.
وأثار
الموقف الحالي العديد من الاستفسارات بشأن قدرة مارادونا على قيادة المنتخب
الأرجنتيني في التصفيات كما تذوق مارادونا في نفس الوقت طعم الانكسارات
والانتصارات.
يذكر أن مارادونا كان على وشك مفارقة الحياة أكثر من مرة في
الماضي بسبب مشاكله الصحية الخطيرة والمتعلقة بتعاطيه المخدرات في السنوات الماضية
حيث أدرك أكثر من مرة مثل هذه الكبوات والانتعاشات على المستوى الصحي
أيضا.
ورغم أن الهزيمة التي مني بها المنتخب الأرجنتيني المفعم بالنجوم في
لاباز أمس الأول الأربعاء محت بالفعل ما حققه الفريق في فوزه الكبير على فنزويلا
يوم السبت الماضي في بوينس آيرس ما زال المشجعون والمحللون في الأرجنتين يثقون في
قدرات مارادونا وإمكانية استمراره بنجاح مع الفريق في المستقبل.
وكان من بين
العناوين التي استخدمتها وسائل الإعلام الأرجنتينية اليوم الخميس في تعليقها على
الهزيمة "هزيمة تاريخية" و"ضربة موجعة" كما أوضحت بعض وسائل الإعلام أن "فريق دييجو
(مارادونا) سقط من ارتفاع 4000 متر".
والتزم مارادونا ولاعبوه الصمت مع
عودتهم إلى الأرجنتين. ويمثل وقوع لاباز على ارتفاع 3600 متر فوق مستوى سطح البحر
تحديا صعبا للفرق الزائرة ولكن هذا الارتفاع لم يعد مشكلة كبيرة في الوقت الحالي.
ولذلك واصل المراقبون للفريق الأرجنتيني مطالبتهم بمعرفة الأسباب الحقيقية وراء
الهزيمة الثقيلة أمام بوليفيا.
وقال مارادونا الذي سيطر عليه الذهول مع
الهدوء بعد هذه الهزيمة "يجب أن نبدأ مجددا.. كل هدف بوليفي كان سكينا في
قلبي".
واعترف مارادونا بنفسه دون تحديد أسماء بعينها بأن المنتخب البوليفي
لعب بشكل جيد للغاية ولكن المنتخب الأرجنتيني كان هو المفاجأة بالفعل.
وبدا
كل من نجوم الفريق مثل ليونيل ميسي الذي يعتبره الكثيرون أفضل لاعب في العالم حاليا
وكارلوس تيفيز وسيرخيو أجويرو وخافيير ماسكيرانو وكأنهم تائهين أو غائبين خلال
المباراة أمام بوليفيا رغم وجودهم على أرض الملعب.
ويلقي المشجعون بمعظم
اللوم على مارادونا في هذه الهزيمة وذلك طبقا لاستطلاع رأي أجرته صحيفة "لا ناسيون"
على موقعها بالانترنت.
وأوضح نحو 52 بالمئة من المشاركين بصوتهم في
الاستطلاع أن مارادونا يتحمل معظم المسئولية في هذا السقوط بينما ألقى 21 بالمئة
باللوم على اللاعبين بينما ألقى 18 بالمئة باللوم على مشكلة الارتفاع الشاهق
للعاصمة البوليفية لاباز عن مستوى سطح البحر.
واعترف مارادونا "المنتخب
البوليفي كان أفضل منا ووجه لنا لطمة كانت تبدو مستحيلة لو فكرنا فيها قبل
المباراة".
وتحدث مارادونا عن المستقبل مباشرة وأعرب عن حاجته إلى مباراة
أخرى يمحو بها آثار هذه الكبوة.
ورغم ذلك سيكون على مارادونا الانتظار حتى
حزيران/يونيو المقبل عندما تستضيف الأرجنتين المنتخب الكولومبي في بوينس آيرس في
الجولة القادمة من التصفيات.
وما زالت هناك ست جولات باقية في تصفيات أمريكا
الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
ويحتل المنتخب
الأرجنتيني حاليا المركز الرابع في جدول التصفيات برصيد 19 نقطة من 12 مباراة خاضها
حتى الآن.
ولا يستطيع الفريق أن يضمن تأهله إلى نهائيات كأس العالم بشكل
مؤكد كما أن فارق الأهداف الذي يتمتع به الفريق تراجع بعد الهزيمة التي مني بها
أمام بوليفيا مما يعني أنه يحتاج إلى الاعتماد على نتائجه في الجولات الست الباقية
بشكل كبير في صراعه من أجل التأهل للنهائيات.
وتقام تصفيات أمريكا الجنوبية
بنظام دوري من دورين بين جميع المنتخبات العشرة في القارة حيث يلعب كل منتخب مع
المنتخبات التسعة الأخرى بنظام الذهاب والإياب وتتأهل المنتخبات التي تنهي التصفيات
في المراكز الأربعة الأولى إلى النهائيات مباشرة بينما يشارك المنتخب صاحب المركز
الخامس في دور فاصل مع المنتخب صاحب المركز الثالث في تصفيات منطقة كونكاكاف
(أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي).
ويتصدر منتخب باراجواي جدول التصفيات
برصيد 24 نقطة ويليه المنتخب البرازيلي برصيد 21 نقطة بينما يحتل منتخب شيلي المركز
الثالث برصيد 20 نقطة بفارق نقطة أمام المنتخب الأرجنتيني. ويحتل منتخب أوروجواي
المركز الخامس في جدول التصفيات برصيد 17 نقطة.
وتمثل المباريات الباقية في
التصفيات تحديا لجميع الفرق ومنها بالطبع المنتخب الأرجنتيني الذي يستضيف نظيره
الكولومبي في بوينس آيرس في حزيران/يونيو المقبل. وسبق للمنتخب الأرجنتيني أن سقط
أمام نظيره الكولومبي صفر/5 في بوينس آيرس.
وبعدها بأيام قليلة يحل المنتخب
الأرجنتيني ضيفا على نظيره الإكوادوري في مباراة أخرى على ارتفاع شاهق بالعاصمة
كيتو.
وفي أيلول/سبتمبر المقبل يواجه المنتخب الأرجنتيني منافسه التقليدي
العنيد البرازيل في بوينس آيرس قبل أن يحل ضيفا على منتخب باراجواي في
أسنسوين.
وفي تشرين أول/أكتوبر المقبل يواجه المنتخب الأرجنتيني نظيره
البيروفي قبل أن يحل ضيفا على أوروجواي.
وتغلب المنتخب الأرجنتيني بقيادة
مارادونا على نظيريه الاسكتلندي والفرنسي وديا قبل أن يسحق فنزويلا 4/صفر ثم يسقط
أمام بوليفيا 1/6 لتكون النتيجة التي يصعب مقارنتها بأي نتيجة أخرى للفريق.