فلتكن هذه هي نهاية الأمر , لا مزيد من المناظرات والنقاشات. لقد أثبت لنا كابيللو
بأنه بالإمكان أن يلعب ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد جنبا ً إلى جنب .
يا
لها من راحة , نحن سعيدون بأن رأينا ذلك أخيرا ً وفهمناه , أعني , أن هذا الأمر
استغرق ست سنوات ليكتمل !!
هذا عندما تعود إلى تلك الليلة التي شهدت اول
جميع بينهما في المنتخب عام 2003 عندما بدأ هذين اللاعبين أول مباراة لهما جنبا ً
إلى جنب , وللأمانة , انتهت بالفوز 2-1 ضد صربيا ومونتينيغرو .
في السنين
الماضية , كانت الشراكة بين لامبارد- جيرارد مزعجة للمشاهد , لأن كلا المدربين سفين
غوران إري*ون وستيف ماكلارين لم يعرفا كيفية الاستفادة منهما معا , وأن يثقا في
اختيارهما للعب معا ً بالقدر الكافي .
تحت هذين المدربين , لم يكن هناك دور
محدد للثنائي ولا خطوط حمراء لايتجاوزانها في الملعب , من أجل ألا يزعج أحدا ً
منهما ويخسر كفائته في الملعب .
لم تكن الأمور تجري كما يجب عندما كانا
يلعبان بهما في نفس الوقت , والاعتماد على حسهما في الملعب ليغطي كل منهما مكان
الآخر عندما يتقدم للهجوم , مثل هذه التوجيهات لم تجد لها مكانا ً عند الثنائي ,
ولم يفرض عليهما أي حواجز !
لذلك , ماحدث هو , أن أتى مدرب إيطالي لايعتمد
على الإحساس وحل الموقف بدون أي عُقَد !
كل هذه السنين المليئة بالتخبط قد
ولت وأصبحت ماضيا ً , بحيث جعلها وكانها كانت مضيعة للوقت .
وفوق كل ذلك ,
فابيو كابيللو , جعل شراكتهما أمرا ً بسيطا ً وسلسا ً , كما رأى الجميع في مباراة
السبت والمباريات الماضية , أعطي لامبارد الأوامر ( ولم يطلب منه ) أن يبقى في عمق
الملعب وان يكبت غريزته الهجومية لبعض الوقت والتزام مكانه بجانب غاريث باري .
جيرارد في هذه الأثناء , اعطي الأوامر ليكون في الجناح الأيسر مع إعطائه
الحرية للدخول في العمق . ولكن وفي نفس الوقت , إذا ربح الخصم الكرة , فعليه أن
يعود ليدافع عن خانته أو على الأقل , أن يضمن أن يكون أحد زملائه مدافعا ً عنها .
الناتج من هذه الفلسفة جميل جدا ً , إيجاد التكتيك الناجح لإقحام الثنائي
فرانكي وستيفي في الخطة , بذلك استطاع كابيللو تغيير أدوار كلا اللاعبين وليس
أحدهما . لقد ألغى كليا ً مايحدث لهما على مستوى الأندية .
إذا ً , ماذا لو
كان لدى فرانكي مسيرة ذهبية مع البلوز باقتحامه منطقة جزاء الخصوم بالتوقيت المناسب
كل مرة , وينتج عن ذلك مايقارب ال 20 هدفا ً في كل موسم ؟؟ وماذا لو كان جيرارد في
أفضل مستوياته على الإطلاق مع ليفربول ك مهاجم مساند لفيرناندو توريس ؟
بالنسبة ل كابيللو , ليس من الضوري أبدا ً اتباع طريقة لعبهما في أنديتهما
على المستوى الدولي , خصوصا ً إذا كانت تعارض نظرته للفريق ككل .
من كان
سيقول , في أي حال ٍ من الأحوال بأن هذا الأمر سينفع ؟؟ تشكيلة تشيلسي على سبيل
المثال , تناسب لامبارد جدا ً , حيث أن المهاجم الوحيد يترك مس*ت خلفه ليأتي هو
ويسجل الأهداف .
وفي نفس السياق , لايملك المنتخب الانجليزي مهاجما ً ك
توريس في المقدمة . لذلك , لن تكون مهمة جيرارد هي نفسها في المنتخب . وليكن في
الحسبان , أن كابيللو لم يمنع جيرارد من الاختراق في العمق !
ولكنه فعل ذلك
لبعض الوقت , عندما نزل بيتر كراوتش إلى أرض الملعب مما حدا به إلى إعطاء تعليمات
لواين روني بالاختراق نحو الجهة اليسرى من الملعب .
باختصار , يريد كابيللو
أن يكون لاعبو المنتخب متعددي الاماكن ومتحركين على الدوام , مع عدم نسيان كل واحد
ٍ لمركزه في الملعب ,
تبدو الفكرة غريبة بعض الشيء وقديمة الطراز : " فقط
التزم بالتعليمات الموكلة إليك " , انس َ الكبرياء , وانس ما أنت عليه ووضعك في
ناديك , أنت هنا لخدمة مصلحة المنتخب ككل .
لايحدث ذلك في الوقت الراهن حيث
أن وضع اللاعب في ناديه يؤثر على قرار المدرب وتوظيفه له على أرض الملعب بشكل كبير
في كرة القدم هذه الأيام .
وإحقاقا ً للحق , انحنى وانصاع لامبارد وجيرارد
لأوامر المدرب , ونفذوا مايريده منهم كابيللو , لأنهم يعلمون تماما ً ماسيحدث عندما
يحدث الع*. ولكن المؤسف حقا ً أن انسجامهما بهذه الطريقة جاء بعد وقت ٍ طويل ٍ جدا
ً .