النجاح الجماهيري الذي يحققه فيلم مقلب حرامية والايرادات الكبيرة التي جعلته يتربع
على قمة الايرادات، تؤكد نظرية "الجمهور عايز كده".
وهذه النظرية تجعل صناع السينما يبحثون عن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] التي لا تحمل عمقا ولا تناقش قضية مهمة، ويقبل
عليها الشباب من باب الرغبة في "التهييس" والخروج من الامات التي يمرون بها،
وتجعلهم يبحثون عن "افيه" كوميدي أو موضوع خيالي ، أو أي شئ يبعدهم عن الواقع
الكئيب الذي يحيط بهم من كل جانب..وفيلم "مقلب حرامية" من هذا النوع.
والفيلم قصة وائل عبد الله وسيناريو وحوار خالد جلال.. وتقوم قصته على فكرة
مجنونة بكل المقاييس لنرى عصابة مكونة من رجل أعمال وبعض الشباب من محترفى الإجرام
ويتضح ذلك من أسماء شهرتهم وهم زكى كود "أحمد السعدنى" الذى يختص فى فك شفرات
وأكواد الخزائن الحديدية، توفيق الإرم "ماجد الكدوانى" الذى يضع الخطط فى تنفيذ
جرائم السرقة، وسيد أستك "محمود عبد المغنى" الهجام المحنك، ويرأسهم رجل الأعمال
"صلاح عبد الله" مع ابنة شقيقته شيرين "إيمان العاصى" مع صلاح سقاطة "شريف
سلامة".
ويخطط زعيم العصابة مع هذه التوليفة الإجرامية على سرقة غير تقليدية، فلم يفكر
فى السطو على شقة أو سرقة بنك كما هى العادة السينمائية الشهيرة وإنما تفتق ذهنه عن
فكرة سرقة مطبعة الأوراق النقدية للبنك المركزى المصرى!، وخاصة من الأوراق النقدية
الكبيرة كالورقة الجديدة فئة الخمسمائة جنيه، والتى يفشل الجميع فى الحصول على
إحداها ليتم طبعها لحسابهم الخاص فيكتفون بسرقة المطبوع من الورقة ذات المائة جنيه،
وتتم مراحل التنفيذ حيث تعانى العصابة فى دخول المطبعة من الباب الرئيسى لما به من
احتياطات أمنية، فيفكرون فى حفر أنفاق من شارع الهرم إلى مبنى المطبعة، ورغم هذه
المحاولات الغبية غير المقنعة ينجح أفراد العصابة فى حفر أنفاق يصلون من خلالها إلى
غرفة الطبع.
ويبدو أن هذه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ،
وخاصة ذات القضبان الحديدية التى استخدمتها العصابة فى تهريب "كراتين" الأوراق
المالية من المطبعة إلى سياراتهم.
وتتصاعد المواقف حين يدور صراع بين زعيم العصابة وبقية أفرادها فى مطاردات ساذجة
تنتهى بأن يقتل بعض اللصوص ويظفر الباقى بالغنيمة اللا معقولة ويخرج زعيم العصابة
بلا شىء حيث تتواطأ ابنة شقيقته مع أفراد العصابة.
والغريب أن تأتى نهاية الفيلم دون ملاحقة الشرطة للمجرمين، ويتقاسم اللصوص ما
سرقوه من أموال البنك المركزى.
ورغم الرسالة السلبية التي يقدمها الفيلم للناس، وكأنه يشجعهم على السرقة،فقد
جاء جيدا من الناحية الفنية ولغة السينما بفضل قدرة المخرج سميح النقاش على صنع
فيلم ناجح بالمقاييس التجارية دون اللجوء إلى نجوم شباك تقليديين.
وقد أجاد جميع أبطاله من الشباب أداء أدوارهم إلى جانب الأداء السهل الممتنع
للقدير صلاح عبد الله، كما كان التصوير رائعا لهشام سرى، وكذلك كان مونتاج سولانة
نور الدين التى استطاعت خلق إيقاع مناسب فى سرعته مع أحداث الفيلم.