استعادت لاعبة التنس البلجيكية كيم
كلايسترز المصنفة أولى في العالم سابقاً، رغبتها في المنافسة فقررت العودة إلى
ملاعب الكرة الصفراء وصخبها اعتباراً من الصيف المقبل. لكنها حددت أهدافاً متواضعة
كمرحلة أولى ربما، معلنة مشاركتها في دورات عدة في أميركا الشمالية، أولها دورة
سينسيناتي في آب/أغسطس المقبل وتورنتو، ملمحة إلى خوضها بطولة الولايات المتحدة
المفتوحة "فلاشينغ ميدو".
وستطلق عودتها عبر خوضها دورات استعراضية
أبرزها في ويمبلدون في 8 من أيار/مايو المقبل.
في أيار 2007، كتبت الصحافة البلجيكية أن
النجمة جوستين هينان ستفتقد إلى مواطنتها و"غريمتها" كلايسترز "التي قررت الاعتزال
باكراً"، علماً أن خطواتها لم تكن مفاجئة لكنها جاءت سريعة، إذ لم تعد الكرة
الصفراء أولوية بالنسبة إليها، ففاضلت بينها وبين التفرغ إلى مسيرتها الجديدة وبناء
منزل الزوجية مع الأميركي بريان لينش لاعب كرة السلة في الدوري البلجيكي.
وعقد "الثنائي الرياضي" قرانه بعد أشهر،
علماً أن كلايسترز الخلوقة والودودة أكدت في خريف 2006 أن موسم 2007 سيكون الأخير
لها في الملاعب، لكنها لم تكمله.
وأكد الاعتزال القصير عدة تساؤلات حين
أعلنت قرارها عن احتمال عودتها مجدداً إلى الميدان على غرار السويسرية مارتينا
هينغيس التي "*رت" قرار اعتزالها. ويبدو أيضاً أنها نسجت على منوال صديقتها
المقربة الأميركية ليندساي ديفنبورت التي اشتاقت إلى الملاعب بعد الحمل والأمومة،
مسجلة عودتها في أيلول/سبتمبر 2007 بعد غياب نحو عام وتوجتها بأربعة ألقاب. لكنها
علقت مشاركاتها مجدداً في كانون الثاني/يناير الماضي بسبب وزنها الزائد.
عام 2007، قالت كلايسترز وداعاً وفي سجلها
34 لقباً للفردي و11 لقبا للزوجي ونحو 15 مليون دولار من الجوائز المالية، وكانت
مستعدة للتضحية بهذه الثروة شرط الفوز بدورة كبرى كما حصل عام 2005 حين توجت في
فلاشينغ ميدوز، ليبقى اللقب الوحيد من "الغران شيليم" في جعبتها.
وخلال مسيرتها القصيرة الحافلة، عانت
الشقراء كلايسترز من إصابات عدة ومشاكل شخصية إذ شهد عام 2005 انفصالها عن زميلها
الاسترالي لايتون هيويت قبل ستة شهور من موعد زواجهما.
الرياضة بالوراثة
ورثت كلايسترز الرياضة من والديها، فوالدها
ليو لاعب منتخب بلجيكا لكرة القدم، ووالدتها اليس بطلة جمباز مثلت بلادها في دورات
أولمبية ودولية. وكانت كيم تردد دائماً أنها ورثت عن والدها "أقدام كرة القدم" ومن
والدتها "ليونة الجمباز". وهي لفتت الأنظار منذ بدء مسيرتها ضمن فئة الناشئين عام
1997، قبل أن تسلك درب الاحتراف وتدخل عالم الأضواء القاسي عام 1999.
وتطلعت كلايسترز لتجاور نجمات مشعات كن
مثالها الأعلى في مقدمهن الألمانية شتيفي غراف والأميركية سيرينا وليامس، وكان لها
ما أرادت بعدما راحت ترتقي في سلم التصنيف، وختمت موسم 2002 بانجازها الكبير الأول
المتمثل بلقب الماسترز متغلبة على سيرينا وليامس نفسها بمجموعتين نظيفتين، ومحدثة
مفاجأة مدوية.
واعتبر الموسم التالي مثالياً لها فقد بلغت
قمة التصنيف العالمي في الفردي والزوجي، علماً أنها لم تحصد أي لقب في "الغران
شلام"، لكنها خاضت 102 مباراتين، وهو أعلى رقم تسجله لاعبة منذ 1974، وفازت في 90
منها. وتكشف أن شهيتها للعب كانت استثنائية، على رغم أن كثراً ينتقدون أداءها
الخالي من "القسوة الميدانية".
وكانت المشاركة الأخيرة لكلايسترز في دورة
وارسو حيث خسرت في الدور الثاني أمام الأوكرانية المغمورة جوليا فاكولينكو 6-7
(3-7) و3-6.
وغابت كلايسترز طوال موسم 2004 بعد تعرضها
في آذار/مارس لإصابة في معصمها، واعتبرت عودتها في آذار 2005 "قياسية" من حيث
النتائج، فعلى مدى ثمانية شهور حصدت 9 ألقاب أبرزها في فلاشينغ ميدوز على حساب
الفرنسية ماري بيرس 6 - 3 و6 - 1. وعاودت الانطلاق من الموقع الـ134ـ عالمياً وأنهت
الموسم في المركز الثاني.
وانسحبت كلايسترز من دورة استراليا عام
2006 بعد تجدد الإصابة، لكنها حافظت على موقعها الأول عالمياً، وباتت أول لاعبة في
التاريخ، رجالاً وسيدات، تحقق إنجاز التقدم من مرتبة متدنية إلى المركز الأول في
أقل من سنة... غير أن كابوس الإصابات لم يفارقها، فخلال صيف 2006 أدت زلة قدم إلى
وقوعها مجدداً على معصمها وغابت شهرين عن الملاعب، ما عجل في اتخاذ قرار اعتزالها،
خصوصاً أن الطبيب حذرها من أن هشاشة معصمها قد لا تتحمل إصابة أخرى... ليبقى خيار
تأسيس عائلة هانئة وهو بالطبع خطوة ممتعة، كانت باكورتها الطفلة جايد إيلي التي
أبصرت النور في شباط/ فبراير 2008.
لكن في غضون سنتين تبدلت الأحوال، إذ لم
تقاوم كلايسترز (25 سنة) طويلاً الابتعاد عن معشوقتها ومهدت منذ أسابيع قليلة لقرار
العودة معلنة عن استئنافها التدريب الجدي "بطريقة عادية مع شريكي الاحتياطي ويم
فيسيت ومدرب اللياقة سام فيرسليغرز لمدة ست ساعات يومياً أحياناً".