تبدأ المنتخبات العربية الخمسة مصر بطلة
القارة السمراء في النسختين الأخيرتين والمغرب والجزائر وتونس والسودان رحلة
المنافسة على البطاقات الخمس المؤهلة إلى مونديال 2010 عندما تخوض الجولة الأولى من
الدور الثالث الحاسم للتصفيات المشتركة لنهائيات كأس العالم وكأس أمم أفريقيا
اللتين تستضيفهما جنوب أفريقيا وانغولا على التوالي العام المقبل.
تتباين مستويات المنتخبات العربية بيد أن
طموحها واحد وهو التواجد في العرس العالمي، فمصر تسعى إلى تأكيد تفوقها على الساحة
القارية في السنوات الأربع الأخيرة وتحقيق حلم شعبها بالتأهل إلى النهائيات
العالمية للمرة الأولى منذ عام 1990 عندما شاركت في مونديال إيطاليا والثالثة في
تاريخها بعد عام 1934 في إيطاليا أيضاً عندما نالت شرف أن تكون أول سفير للكرة
الأفريقية في النهائيات العالمية.
ولا تختلف حال الجزائر عن الفراعنة، فهي
بدورها تأمل في محو صورتها المخيبة في الأعوام الأخيرة والتي غيبتها عن البطولة
القارية في النسختين الأخيرتين في مصر وغانا وحجز بطاقتها إلى المونديال للمرة
الثالثة في تاريخها وتحقيق حلم لطالما راود شعبها وتحديداً منذ عام 1986 في الم*يك
بعد مشاركتها الرائعة في مونديال إسبانيا 1982 عندما حققت المفاجأة بالفوز على
ألمانيا الغربية 2-1 وكانت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور الثاني لولا تلاعب
الألمان بنتيجة مباراتهم مع النمسا.
ويأمل المنتخب المغربي بدوره إلى ضمان
تواجده في النهائيات للمرة الأولى منذ عام 1998 في فرنسا والخامسة في تاريخه بعد
أعوام 1970 و1986 و1994 و1998، والأمر ذاته بالنسبة إلى تونس الساعية إلى التأهل
للمرة الرابعة على التوالي والخامسة في تاريخها بعد أعوام 1978 و2998 و2002 و2006.
أما السودان فيمني النفس بالتأهل للمرة الأولى في تاريخه.
وتدرك المنتخبات العربية جيدا بأن طريق
المونديال لن يكون مفروشا بالورود ولن يتحقق إلا من خلال الانطلاقة القوية ومن
المباراة الأولى في التصفيات والتركيز على كل مباراة دون الاستهانة بباقي المنتخبات
المنافسة والتي تبدو على الورق غير مرشحة للمنافسة على بطاقة النهائيات.
ولسوء حظ المنتخبات العربية فإنه لن يكون
بإمكانها حجز البطاقات الخمس، لأن القرعة أوقعت اثنين منها في مجموعة واحدة ويتعلّق
الأمر بمصر والجزائر اللتين ستتنافسان مع زامبيا ورواندا على بطاقة المجموعة
الثالثة.
ولم ترحم القرعة المنتخبين المغربي
والتونسي وأوقعتهما في مجموعتين قويتين الأول ضمن الأولى إلى جانب الكاميرون وتوغو
والغابون، والثاني في الثانية إلى جانب نيجيريا وكينيا وموزامبيق، والأمر ذاته
ينطبق على السودان أيضاً لأنه جاء في المجموعة الرابعة إلى جانب غانا ومالي
وبنين.
ويتأهل بطل كل مجموعة فقط إلى المونديال،
فيما تحجز المنتخبات الثلاثة الأولى في كل مجموعة بطاقاتها إلى النهائيات القارية
في انغولا.
وستستهل منتخبات مصر والمغرب والسودان
التصفيات من ملاعبها وبالتالي فهي تسعى إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور ل*ب
النقاط الثلاث الأولى لرفع معنويات لاعبيها في مشوار التصفيات، فيما يبدأ المنتخبان
التونسي والجزائري مشوارهما خارج القواعد.
مصر-زامبيا
ويستضيف المنتخب المصري نظيره الزامبي بعد
غد الأحد على إستاد القاهرة الدولي. وشدد مدرب الفراعنة حسن شحاتة على أن مواجهة
زامبيا ليست سهلة لأنها الأولى لنا في التصفيات وستقام على أرضنا وأمام جماهيرنا،
مضيفاً "إنها مباراة هامة وعلى ضوء نتيجتها سيتبين مشوارنا. أكيد أن هدفنا هو
التأهل إلى النهائيات العالمية وسنسعى إلى تحقيق ذلك بكل ما نملك من قوة وإمكانيات
اعتباراً من مباراة زامبيا".
وتابع "تركيزنا منصب في الوقت الحالي على
المباراة الأولى وقد شاهدنا مبارياتها الأخيرة في التصفيات للوقوف على نقاط الضعف
والقوة، والأمر ذاته سيكون على باقي المباريات في التصفيات. إنها تصفيات ساخنة
والتركيز فيها سيكون عاملاً أساسياً من أجل الظفر ببطاقة المجموعة".
من جهته، أكد المدرب العام شوقي غريب أن
اللاعبين جاهزون ومعنوياتهم عالية مشيراً إلى أن المنتخب الزامبي قوي وتكمن خطورته
في قوة خطي الوسط والهجوم.
ويملك المنتخب المصري تشكيلة قوية يقودها
مهاجما ويغان الإنكليزي عمرو زكي واحمد حسام "ميدو" ونجم الأهلي محمد أبو تريكة،
ومهاجم دورتموند الألماني بوروسيا دورتموند محمد زيدان.
رواندا-الجزائر
يخوض المنتخب الجزائري رحلة محفوفة
بالمخاطر عندما يحل ضيفا على رواندا التي ابلت بلاء حسنا في الدور الثاني من خلال
فوزها على المنتخب المغربي 3-1.
وأكد مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان على
صعوبة المواجهة أمام رواندا، وقال "مواجهة رواندا صعبة جداً لأنها الأولى في
التصفيات وتقام خارج قواعدنا. منتخب رواندا يملك لاعبين جيدين ومساند من قبل
جماهيره ويرغب في تحقيق الفوز على أرضه. كلها عراقيل ستصادفنا ويجب أن نتعامل معها
بذكاء لانتزاع نتيجة إيجابية".
وأضاف: "نحن جاهزون للمباراة وجميع
اللاعبين مصرّين على تحقيق الفوز هنا في كيغالي من أجل رفع معنوياتهم ترقباً
لمواجهة المنتخب المصري"، مشيراً إلى أن "لاعبي المنتخب الجزائري يتلهفون لانطلاق
التصفيات ليبينوا علو كعبهم ومدى استعدادهم للتأهل إلى النهائيات القارية
والعالمية".
المغرب-غابون
من جهته، سيكون ملعب "محمد الخامس" في
الدار البيضاء مسرحاً للمواجهة المرتقبة بين المغرب والغابون غدا السبت. وأكد مدرب
المنتخب المغربي الفرنسي روجيه لومير على ضرورة الفوز على الغابون، وقال "الفوز على
الغابون مطلب ملح يجب أن نحققه لأنه سيضعنا على الطريق الصحيح في التصفيات. نحترم
المنتخب الغابوني والفوز طموح مشترك بالنسبة إلى المنتخبين لكننا بأمس الحاجة إليه
إذا ما أخذنا بالاعتبار لعبنا على أرضنا وأمام جماهيرنا".
وتابع: "في مثل هذه المباريات لا تنفع
العروض الجيدة بيد أن المهم هو النقاط الثلاث وهو ما سنسعى إلى تحقيقه لكن سنعمل
على الفوز بالطريقة والأداء والنتيجة حتى نطمئن الجمهور المغربي ونؤكد له بأنه
بإمكاننا فك النحس والتأهل إلى العرس العالمي".
وأضاف: "مباراتنا المقبلة في حزيران/يونيو
المقبل ستكون أمام الكاميرون في ياوندي وبالتالي فإن الفوز على الغابون سيساعدنا
كثيراً على تحقيق نتيجة ايجابية في المباراة الثانية. إنها تصفيات وكل مباراة ستكون
بمثابة نهائي لأنه لا يتعين علينا إهدار النقاط على أرضنا ويجب علينا في النقاط *ب
أكبر عدد من النقاط خارج قواعدنا". وختم قائلاً: "لدي ثقة كبيرة في لاعبي المنتخب
المغربي وسنعمل معا على تحقيق حلم الشعب المغربي".
ويعول المنتخب المغربي على قوته الضاربة في
خط الهجوم بقيادة هداف الدوري الهولندي منير الحمداوي الذي ترغب أندية أوروبية عدة
في التعاقد معه أبرزها برشلونة الإسباني، ومهاجم بوردو الفرنسي مروان الشماخ وجناج
اندرلخت البلجيكي مبارك بوصوفة ومهاجم نانسي يوسف حجي بالإضافة إالى نجم كوينز بارك
رينجرز عادل تاعرابت المنتقل إلى صفوفه على سبيل الإعارة من توتنهام والذي أبلى
البلاء الحسن في مباراتيه مع فريقه الجديد وقاده إلى الفوز فيهما وفك النحس الذي
لازمه في المباريات الثماني الأخيرة.
وسيكون لومير في مواجهة مواطنه نجم المنتخب
الفرنسي سابقا الان جيريس الذي يشرف على تدريب المنتخب الغابوني. ويعرف جيريس الكرة
المغربية جيداً بحكم إشرافه على تدريب الجيش الملكي قبل عامين.
وقال جيريس: "المنتخب المغربي قوي ولديه
لاعبين بارعين بإمكانهم قلب نتيجة المباراة في أي وقت. بالنسبة لنا سنحاول الخروج
بأقل الخسائر حتى تعطينا دفعة قوية في باقي مشوارنا في النهائيات".
وفي المجموعة ذاتها، تلتقي توغو مع
الكاميرون في قمة ساخنة تبدو فيها حظوظ الأخيرة كبيرة لانتزاع النقاط الثلاث بالنظر
إلى تراجع أداء منتخب توغو ومعاناته في حجز بطاقته إلى الدور الثالث بالإضافة إلى
غياب نجمه هداف ارسنال الإنكليزي ايمانويل اديبايور بسبب الإصابة. ويعول المنتخب
الكاميروني على نجم برشلونة هداف الدوري الإسباني صامويل ايتو لتحقيق الفوز على
توغو في عقر دارها.
السودان-مالي
يخوض المنتخب السوداني اختبارا صعبا امام
ضيفه المالي غدا السبت في ام درمان. ويعرف المنتخبان بعضهما جيدا بحكم أنهما التقيا
في الدور الثاني حيث فاز السودان 3-2 في أم درمان وردت مالي التحية بثلاثية نظيفة
في باماكو.
ويخوض المنتخب السوداني مباراته الرسمية
الأولى بقيادة مدربه الجديد الإنكليزي ستيفن قسطنطين بيد أن الأجواء التي تسود داخل
التشكيلة السودانية ليست جيدة بعدما هاجمت الجماهير حافلة المنتخب احتجاجاً على
اختيارات المدرب الجديد بسبب استبعاده المهاجم فيصل العجب.
ويعقد المنتخب السوداني الآمال على هيثم
مصطفي وهيثم طمبل وعبد الحميد السعودي وعلاء الدين بابكر، بيد أنه في المقابل يتعين
عليه الحذر من هداف اشبيلية الإسباني فريديريك عمر كانوتيه الذي دك شباك السودان
بثلاثة أهداف في مباراتيهما في الدور الأول إلى جانب لاعب وسط برشلونة سيدو
كيتا.
وفي المجموعة ذاتها، تلتقي غانا مع بنين
بعد غد الأحد في اختبار سهل لأصحاب الأرض بقيادة نجم تسلسي مايكل ايسيان ولاعب وسط
إنتر ميلان سولي علي مونتاري وستيفن ابيا ولاريا كينغستون.
كينيا-تونس
تحل تونس ضيفة على كينيا وكلها امل في
انتزاع النقاط الثلاث. وأكد المدرب البرتغالي هومبرتو كويليو على جاهزية اللاعبين
"لهذا الموعد الهام" مشيراً إلى أن "اللاعبين عازمون على تحقيق الانتصار أمام كينيا
لتأمين انطلاقة موفقة في هذه التصفيات على الرغم من صلابة المنافس والعوامل
المناخية الصعبة".
وأوضح أن المدرب الألماني للمنتخب الكيني
انطوان هاي على إلمام بكرة القدم التونسية باعتباره سبق له أن درب الاتحاد
المنستيري مبرزاً أنه تمت معاينة عدد من مباريات المنتخب الكيني من أجل الوقوف على
نقاط قوته وتشخيص مواطن ضعفه.
وفي المجموعة ذاتها، تخوض نيجيريا اختباراً
سهلا نسبيا أمام مضيفتها موزامبيق مفاجأة تصفيات الدور الثاني. وتلعب نيجيريا
المباراة في غياب أكثر من لاعب أساسي بسبب الإصابة في مقدمتهم لاعب وسط تشلسي
الإنكليزي جون ميكل اوبي ومدافع ايفرتون الإنكليزي جوزيف يوبو ومدافع سيون السويسري
يوسف محمد، بيد أن المدرب شعيبو امودو أبدى تفاؤله بخصوص العودة بالنقاط الثلاث من
قلب مابوتو.