توصل التقرير إلى نتيجة مفادها أن الجيش الإسرائيلي "عمد إلى تفجير قذائف وذخائر
الفوسفور الأبيض في الجو فوق المناطق المأهولة
قال تقرير صادر عن منظمة هيومان رايتس ووتش إن استخدام إسرائيل لقذائف الفوسفور
الأبيض على المناطق المكتظة بالسكان خلال الحرب على قطاع غزة "قد يشكل جرائم
حرب".
واتهم تقرير المنظمة، التي تُعنى بحقوق الإنسان ومقرها مدينة نيويورك بالولايات
المتحدة، إسرائيل بالاستخدام "المقصود والمتهور" لقذائف الفوسفور الأبيض، وبشكل
يشكل خرقا لقوانين الحرب، مسببة بذلك "موت مدنيين بطريقة لم يكن لها داعٍ".
وقد وصف التقرير، الذي أجرته المنظمة المذكورة مباشرة بُعيد انتهاء الحرب في
أواخر شهر يناير/كانون الثاني المنصرم وصدر اليوم الأربعاء، إطلاق إسرائيل المتكرر
لقذائف الفوسفور الأبيض بأنه عمل غير متجانس وجرى بدون تفريق وهو يشكل دليلا على
جرائم حرب.
وقد بُني التقرير، الذي جاء في 71 صفحة وصدر تحت عنوان "حرب النار: استخدام
إسرائيل غير القانوني للفوسفور الأبيض في غزة"، على إفادات شهود العيان المتعلقة
باستخدام الذخائر والعتاد الحربي، بالإضافة إلى الأدلة المستمدة من العلوم التي
تدرس حركة القذائف (البالِسْتِيَّات) والوثائق الرسمية الإسرائيلية.
وقد توصل التقرير إلى نتيجة مفادها أن الجيش الإسرائيلي "عمد على الدوام إلى
تفجير قذائف وذخائر الفوسفور الأبيض في الجو فوق المناطق المأهولة، الأمر الذي أسفر
عن مقتل وجرح المدنيين وإلحاق الضرر بالمنشآت والهيئات المدنية، بما في ذلك مدرسة
وسوق ومستودع للمساعدات الإنسانية ومستشفى."
إلا أن إسرائيل أصرت على القول إن كافة الأسلحة التي استخدمتها في هجومها على
غزة كانت "قانونية"، وقالت مرارا إنها سعت إلى تجنب وقوع الضحايا في أوساط السكان
المدنيين في عندما لا يكون هنالك من ضرورة لذلك.
وأضافت قائلة إنها باشرت بإجراء تحقيق خاص بها لإيجاد ما إذا كانت الأسلحة
والذخائر التي استخدمتها في غزة مخالفة للقوانين الدولية أم لا، إلا أنه لم يرشح
بعد أي نتائج عن ذلك التحقيق.
أصرت إسرائيل على القول إن كافة الأسلحة التي استخدمتها في هجومها على غزة كانت
"قانونية" فقد قال ييغال بالمور، الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن تحقيقا
داخليا يجريه الجيش الإسرائيلي لم يعثر حتى الآن على أية أدلة تشير إلى إطلاق
القوات الإسرائيلية لهذه الذخائر في مناطق قريبة من التجمعات المدنية.
يُذكر أن العديد من سكان غزة كانوا قد طالبوا بإجراء تحقيق دولي عاجل حول
استخدام إسرائيل ذخائر تحتوي على الفوسفور الأبيض في هجومها الأخير على غزة.
كما كلف رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وزير العدل في حكومته الدفاع عن
الدولة العبرية في مواجهة أية اتهامات بارتكاب "جرائم حرب" بعد هجومها على قطاع
غزة.
ويدخل الفوسفور الأبيض في صناعة أسلحة حارقة وفي عمل ستائر دخان أو تحديد أهداف
أثناء الهجوم.
يُشار إلى أن استخدام الفوسفور الأبيض مسموح به في س*ت المعارك المفتوحة من
أجل رفع السواتر الدخانية للتمويه، ولكن الصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان يقولون إن
الإسرائيليين اسخدموه في مناطق مكتظة بالسكان المدنيين في غزة.
ويسبب الفوسفورالأبيض أضرارا خطيرة إذا لامس الجلد البشري، حيث يلتصق به ويستمر
بالاشتعال. وفي حال نجاة المصاب من الموت، فإنه سيعاني من جروح مؤلمة جدا لا تندمل
بسهولة. كما يسبب الفوسفورالأبيض الموت إذا استنُشق او ابتُلع.