جرت العادة أن نقول دائماً أن حارس المرمى هو نصف الفريق لذلك فربما يكون نصف فريق
المنتخب المصري واقعياً في خطر حقيقي قبل خوض تصفيات كأس العالم 2010.
نقول
هذا لأن عصام الحضري الحارس الأوحد للمنتخب المصري والذي تخطى عامه السادس
والثلاثون ربما لن يكون بالكفاءة المعهودة عنه خلال تصفيات كأس العالم 2010 أو خلال
البطولة ذاتها إذا قدر الله النجاح للمنتخب الوطني، وربما يتم إيقافه من قبل
الإتحاد الدولي لفترة طويلة بسبب مشكلته مع الأهلي.
وحتى لو ظل الحضري هو
"وحش إفريقيا" وأفضل حارس داخل القارة وحافظ على مستواه ولم يتعرض لعقوبات طويلة من
جانب الإتحاد الدولي، ولكنه تعرض لإصابة لقدر الله، فمن سيحرس مرمى المنتخب الوطني؟
هذه النظرة التي تبدو تشاؤمية إلى حد كبير مبررها لدي هو ما شاهدته وشاهده
كل المصريين مع نهاية فترة التسعينيات وأوائل الألفية الثالثة من تعلق مركز خط
الهجوم في المنتخب المصري بلاعب واحد أسمه حسام حسن.
ونتذكر جميعاً أن
المنتخب المصري خلال هذه الفترة كان يفتقر بشكل واضح وكبير لمهاجم يقترب ولو قليلاً
من مستوى حسام حسن وعانى وقتها الفراعنة في هذا المركز فترة تزيد عن أربعة أعوام
إلى أن ظهر مهاجمين جدد أمثال أحمد بلال وميدو وعمرو زكي وعماد متعب استطاعوا ملأ
فراغ هذا المكان ومعهم آخرون.
وبالرغم من ذلك فإن ضعف خط الهجوم في أي فريق
قد يعوضه المراكز الأخرى في الفريق إذا كانت قوية، أم مركز حراسة المرمى فهو لا
يعوض بأي مركز في الفريق.
وربما يكون السبب الرئيسي في هذه المشكلة هو غياب
الحراس الجديرين بحراسة المنتخب المصري في الأندية الكبرى الثلاث الأهلي والزمالك
والإسماعيلي.
فحارس الأهلي أمير عبد الحميد أصبح بديلاً بعد أن تمكن الحارس
الفلسطيني رمزي صالح من التربع على حراسة مرمى الفريق الأحمر بعد تقديم مستويات
متميزة، وحتى ولو عاد عبد الحميد لحراس مرمى فريقه من جديد فهو لا يصلح لتمثيل
المنتخب المصري لأنه لا يملك من المهارات الفنية والنفسية ما تأهله لتمثيل منتخب
بلاده في ظروف صعبة.
أما حارسا الزمالك عبد الواحد السيد ومحمد عبد المنصف
وبالرغم من أدائهم الجيد في معظم مباريات الفريق الأبيض إلا إنهما أيضا يصعب عليهما
تمثيل المنتخب الوطني بصورة أساسية، مثلهما مثل حارس الإسماعيلي محمد صبحي.
والحل في يد الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري وهو تصعيد
اثنان من الحراس الشباب في الدوري المصري يقدمان مستويات رائعة هذا الموسم هما
الهاني سليمان حارس الإتحاد السكندري وعامر محمد حارس انبي على أن يكونا الحارسين
الثاني والثالث في المنتخب مع عصام الحضري الحارس الأساسي ولا يكون ضمهما على سبيل
"سد الخانة" كالعادة.
اختلاط الهاني وعامر مع المنتخب الوطني خلال التجمعات
القوية في الفترة القادمة سيخلق منهما حراساً كبار بإمكانهما سد هذا المركز الخطير
جداً بعد عصام الحضري، ولنبتعد ولو مرة عن فكرة ضم حراس الأهلي والزمالك
والإسماعيلي بغض النظر عن أسمائهم ومستوياتهم الفنية.
في الختام، الكابتن
حسن شحاتة أنت أمام قرار ربما يفيد المنتخب لمدة عشرة أعوام قادمة بالإحلال
والتجديد في مركز حراسة المرمى الذي يعد أخطر المراكز في أي فريق، وأثق تماماً في
شجاعتك وبعد نظرك في اتخاذ القرارات بما يفيد المنتخب الوطني.
كلمة خارج
سياق الحديث يقال أن اللاعبين هما من يستثيروا جماهير فريقهم بالاعتراض
على قرارات الحكام، ولكن شهدت خلال مباراة الأهلي وإتحاد الشرطة بالدوري موقف ربما
ينفي الجملة السابقة، حين قام الحكم جهاد جريشة بإشهار بطاقة حمراء صحيحة في وجه
محمد بركات وقام الأخير بمصافحته معترفاً بصحة البطاقة، وبالرغم من ذلك هلعت
الجماهير الحمراء في سب الحكم والهتاف ضده بالرغم من قبول اللاعب نفسه البطاقة في
موقف غير مفهوم وغير مبرر!