يبدأ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بصوت الراوي ليسرد لنا أسطورة من العهد العثمانى
«الدفتردار»، تدور حول الملتزم الذي يجمع الضرائب من الفلاحين حيث يتوجه إلى أحدهم
مطالبا إياه بدفع ما عليه من ضرائب.. ولعدم مقدرة الفلاح على السداد يأمر الملتزم
بذبح بقرته وتقسيمها إلى ستين جزءاً ويجبر أهل القرية على شراء كل جزء بثلاثين
ديناراً لسداد ما على الفلاح من ضرائب ويتقدم الفلاح باكيا بشكوى إلى الدفتردار
الذى يقوم بدوره بذبح الملتزم وتقسيمه إلى ستين جزءا وبيعه إلى الفلاحين وكل جزء
بثلاثين ديناراً لكى يوفى الفلاح حقه المسلوب!.
وقد خرج جمهور الفيلم وهو يتساءل عن سر استعانة المخرج فادى فاروق بهذه الاسطورة
في فيلمه، خاصة وأن قصة وأحداث الفيلم لا علاقة لها بهذه الحكاية القديمة، التي
أراد كاتب السيناريو والمخرج أن يوحيا لنا أن الفيلم مستوحى منها!.
وقصة فيلم "أيام صعبة" تدور حول جريمة سطو مسلح على المذيع الشاب (يقوم بدروه
أحمد أسامة)ابن إعلامى كبير (هشام عبد الحميد)، الذى يذهب مع خطيبته (راندا
البحيرى) إلى إحدى المناطق العشوائية دون مبرر واضح سوى استلام ستائر عش
الزوجية!.
ويتعرض المذيع للقتل في حادث سطو على سيارته، وتصاب خطيبته في الحادث.
ويقوم ضابط المباحث بإلقاء القبض على شخص برىء حتى تنتهى القضية، وبالفعل يتم
إعدامه فى الوقت الذى تظهر بعد ذلك براءته ليفصل ضابط المباحث، ويعاقب بالسجن
المشدد، مما يدفع الإعلامى الكبير إلى البحث عن القاتل الحقيقى لابنه.
ويتطوع أحد ضباط المباحث بالتعاون معه لاقتناعه ببراءة الشخص الذى أعدم ظلما،
وتتطور المواقف فى شكل ممل وإيقاع بطىء لا يتناسب على الاطلاق مع طبيعة الأحداث
البوليسية المتلاحقة، وهذا عيب واضح فى المونتاج، الذي أفسد ما في القصة من تشويق
والغريب أن المونتير هو نفسه مخرج الفيلم فادى فاروق، وهو أيضا الذي قام بتصميم
المقدمة.
والعجيب فى نهاية الفيلم أن يكتشف المشاهد أن القاتل الحقيقى هو "خياط الستائر"
الذى بدا لنا خلال الأحداث شابا فى منتهى الوداعة والطيبة، بع* ما شاهدناه فى
المنطقة العشوائية من مجرمين وخارجين على القانون.
أما قمة المفاجآت والطرائف والعجائب في الفيلم فهو حين يظهر القتيل أكثر من مرة
بعد مصرعه إحداها فى منزله مستقبلا لوالده العائد من المقابر بعد دفنه وأخرى حين
ظهر فى مقبرته أثناء زيارة خطيبته له لتقرأ الفاتحة على روحه والأدهى والأمر حين
كان يظهر متابعا لمجريات البحث عن قاتله دون أن يراه أحد بينما يراه المشاهدون.
إن فيلما كهذا الفيلم قد أهدرت خلاله طاقات فنية أثبتت جدارتها بعيدا عن المحتوى
الدرامى المهترئ للفيلم كمدير التصوير طارق المهدى الذى رصد الفيلم ببراعة فائقة
خاصة فى استخدامه للمؤثرات الضوئية الموحية بوقوع الجريمة.
وكذلك الموسيقار عمرو اسماعيل والذي كانت موسيقاه تعبيرا موسيقياً داعما للأحداث
والمواقف البوليسية الغامضة.
كما كان تصميم الديكور لشيرين فرغل مناسبا للأجواء المأساوية التى سيطرت على
الفيلم من أول مشاهده وحتى آخرها أما الأداء فقد كان جيدا فى مجمله فى حدود ما رسم
للشخصيات فى السيناريو لكل من هشام عبد الحميد وسلوى خطاب ومحمد نجاتى وباسم سمرة
وراندا البحيرى ومحمد أسامة ومراد مكرم.