على طريقة فيلم "جعلوني مجرما" الذي قام ببطولته وحش الشاشة الراحل فريد شوقي
وأخرجه عاطف سالم، في بداية الستينات وتسبب عرضه في إلغاء أحد القوانين الخاصة
بالخارجين من السجون بعد انتهاء عقوبتهم..قدمت
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مؤخرا فيلم "الاستبدال" الذي أثار جدلا قويا في
الاعلام والمجتمع الأمريكي، وأدى أيضا الى إعادة النظر في بعض قواني الأحوال
الشخصية.
ورغم أن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] خسرت جائزة الأوسكار لأفضل
ممثلة عام 2009 عن دورها فى الفيلم الذى أخرجه النجم المخضرم "كلينت ايستوود" بعد
أن انتزعت منها الجائزة البريطانية "كيت وينسليت" عن دورها فى فيلم "القارئ" .
ولكن "أنجلينا" التى تقدم فى فيلمها شخصية مؤثرة لها أساس واقعى نجحت فى إضافة
دور مهم فى مسيرتها الفنية، وحاولت واجتهدت فى التأكيد على أنها ليست مجرد امرأة
جميلة، ورغم أن أداءها فى الفيلم تباين صعوداً وهبوطا وإجادة ومبالغة، إلا أن العمل
جيد بصورة عامة وإن احتاجت شخصياته لمزيد من العمق وتحديد الدوافع.
الحكاية مأخوذة عن قصة حقيقية حدثت فى مدينة لوس أنجلوس عام 1928، وقد انتهت إلى
تغييرات مهمة فى القوانين بعد أن أصبحت بطلة الحكاية واسمها "كريستين كولينز"
موضوعا للصحافة ووسائل الإعلام.
أما وقائع ما حدث فيجسدها الفيلم بصورة متعاطفة ومؤثرة، كانت كريستين مجرد أم
شابة لطفل صغير اسمه "والتر"، نعرف أنها أنجبته من علاقة غير شرعية.
ولأن الأب رفض تحمل مسئوليته فقد انفصل عنها، ولكنها احتفظت بالطفل، ونجحت فى
العمل كمراقبة فى شركة التليفون والتلغراف، الفيلم يرسم علاقة خاصة بين الطفل
الوسيم وأمه التى تقوم أيضاً بدور الأب، ومن التفصيلات مثلا أنها تحرص على قياس
طوله حتى تعرف معدل نموه، فى أحد الأيام، اضطرت كريستين أن تعمل بعد الظهر، تركت
"والتر" وعادت إلى المنزل فلم تجده.
ليست مشكلة الفيلم فى فقدان "والتر" والإبلاغ عنه التى تتكرر مع أمهات وأطفال
كثيرين، ولكن مأساة "كريستين" تبدأ عندما يتصل بها البوليس مؤكدا- بعد خمسة شهور
تقريباً- أنهم وجدوا ابنها فى إحدى مدن "الينوى" ، وفى مشهد غريب على رصيف القطار،
وسط عدسات التصوير وعيون الصحفيين، ستندهش "كريستين" عندما تجد طفلا يشبه ابنها
ولكنه ليس هو، وتندهش أكثر عندما تجد رجل البوليس الكابتن "جونز" يصر على أنه
ابنها، ويحاول تشكيكها فى رأيها، ويطلب منها أن تلتقط الصور أمام الصحافة، وأن
تصطحب الطفل إلى المنزل.
وسيناريو الفيلم لا يفسر كيف وافقت كريستين على هذا العرض الغريب الذى استهدفت
منه الشرطة إغلاق ملف "والتر"، خاصة أنه كان أحد الأطفال الذين اختفوا بطريقة
غامضة، ولكن "كريستين" التى لعبت دورها "أنجلينا جولى" ستصر على أن الطفل كاذب، وأن
الشرطة لفقت شخصيته بل إنها لجأت إلى طبيب يقول إن الأطفال قد يتغيرون شكلا بعد
خمسة شهور.
ولا تجد "كريستين" من يساندها سوى أحد القساوسة الذى يقوم بدوره النجم "جون
مالكوفيتس".
وعندما يجد "كابتن جونز" أن الأمر قد يتطور إلى فضيحة للشرطة، يأمر بإيداع
"كريستين" فى مستشفى الأمراض العقلية بدون حتى مذكرة تبرر ذلك، وداخل المستشفى
سنكتشف أن الشرطة تستغل المكان فى التخلص ممن تشاء، ولكن الصدفة وحدها ستنقذ
كريستين عندما يتم القبض على سفاح كندى شبه مخبول كان سببا فى قتل الأطفال ومنهم
"والتر".
وسينظر القضاء الأمريكى الدعوى التى رفعتها "كريستين" على الشرطة حيث ست*بها
بإيقاف "كابتن جونز"، وبتغيير القانون الذى كان يعطى الشرطة الحق فى إيداع المتهمين
مستشفيات الأمراض العقلية بمذكرة صغيرة مكتوبة.
وينتهى الفيلم عام 1935 بالعثور على طفل صغير هرب من السفاح مع ابنها "والتر"
ورغم أنه لم يقدم معلومات تشفى قلق الأم إلا أنها ستعلن تمسكها بالأمل فى أن الصغير
فى مكان ما، وأنه سيعود إلى أمه المقاتلة!.