رغم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لهذا
الموسم، إلا أن سيناريو البطولة يحمل معه وبوضوح رياح التغيير في شكل ومستقبل الكرة
المصرية التي احتكر التنافس على مسابقاتها في أكثر من 90% من مواسمها الماضية ناديي
القمة الأهلي والزمالك، بجانب مناوشات خفيفة من بعض الأندية الأخرى.
فموسم 2008\2009 قدم لنا وجها جديدا للتنافس على لقب درع الدوري بخروج كامل
للزمالك الذي واصل انهياره طوال السنوات الأربع الماضية، فيما حل محله أربعة
منافسين للأهلي - حامل لقب المسابقة - ليصل عدد فرسان السباق نحو التتويج إلى الرقم
5 للمرة الأولى ربما في تاريخ بطولات الدوري المصري منذ نشأته عام 1948.
الفارق بين صاحبي المركز الأول والخامس بات لا يزيد عن 9 نقاط أي - ما يعادل
خسارة 3 مباريات - وهو أمر وارد وغير مستبعد بالمرة خاصة في ظل التفاوت الواضح في
نتائج كل فرق القمة وعلي رأسها فارسها المتصدر النادي الأهلي.
فالأهلي الذي حسم أمر بطولته المفضلة بكل سهولة في المواسم الأربعة الماضية
وبفارق واضح عن وصيفه في كل عام .. لم يعد نفسه هو ذات الفريق الذي يدخل كل لقاء
ضامناً لنقاطه الثلاث وأنصاره يفكرون في عدد الأهداف التي سيحرزها مهاجمو الفريق ..
علي الع* باتت الثقة في انتصار الأحمر غير موجودة بغض النظر عن ماهية المنافس سواء
كان من فرسان القمة أو فرسان القاع .
ولعل سقوط
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في الصعيد بعد تأخره أمام أصحاب الأرض
حتى الربع ساعة الأخير وعجزه مرتين عن الفوز على اتحاد الشرطة أحد الوجوه الجديدة
بالممتاز وصاحب المركز العاشر يؤكد أن الباب أصبح مفتوحاً أمام كافة
الاحتمالات.
ربما يرى أنصار الأهلي أن فريقهم رغم تذبذب نتائجه وعروضه هذا الموسم إلا أنه
مازال يملك الحظوظ الأوفر في الحفاظ علي لقبه.. لكن ثقتهم تلك لا تكمن فقط في خبرة
نجوم القافلة الحمراء وقدرتهم علي تحقيق البطولات كما تعودوا إنما تمتد تلك الثقة
لتشمل منحنى آخر وهو عدم تصنيف أي من الفرق الأربعة الأخرى المنافسة كفرق
بطولة.
فالإسماعيلي وهو الأقرب واقعيا إلى منازعة الأهلي على لقبه المفضل بحكم وجود فرق
نظري لا يزيد عن 4 نقاط بينهما في حالة فوزه بلقائه المؤجل أمام المقاولون، لا يمكن
وصفه بفريق بطولة بالرغم من اعترافنا الكامل بروعة أداء الدراويش و قدرة تلك
المحافظة (الإسماعيلية) علي مواصلة إنجاب العديد من المواهب الكروية كل موسم رغم
الرحيل المتكرر لأغلب النجوم من أصحاب الخبرة عن الفريق.
فمن يصدق أن فريقا فقد ثلاثة أعمدة رئيسية من أعمدته وهم حسني عبد ربه و أحمد
فتحي والقائد سيد معوض ، يمكنه أن يواصل تقديم المتعة في الملاعب المصرية وينجح في
قهر ناديي القمة الشهيرين الأهلي والزمالك بقلب استاد القاهرة بواسطة كوكتيل جديد
من المهارات الكروية وتحت قيادة مايسترو الوسط الموهوب عبد الله السعيد.
الاسماعيلي حقا يستحق ان نرفع له القبعة علي نجاحه المرة تلو المرة في عمليات
التبديل والإحلال بشكل هو الأفضل ولا شك في الكرة المصرية بل والعربية .. لكنه ويا
للأسف لا يملك القدرة علي تقمص شخصية البطل في ظل عدم وجود روح البطولة في الفريق
الذي تعود فقط علي مدار السنين على تقديم الكرة الجميلة والمنافسة من آن لآخر علي
أمل أن يقتنص لقبا من أفواه الكبار كلما سنحت الفرصة.
ربما يعاني الإسماعيلي من المرض نفسه الذي بات يعاني منه نادي الأرسنال
الانجليزي في السنوات الأخيرة ، فالأرسنال أيضا يقدم اجيالا متجددة من المواهب
الرائعة في سماء الكرة الانجليزية والعالمية بقيادة المدرب القدير "ارسين فينجر" ..
الا ان تلك المواهب لا تحصل علي الوقت الكافي لصقل خبرتها من أجل لعب دور البطولة
نظرا لتفضيل أغلبية النجوم الصاعدة في الارسنال الرحيل إلى فرق أخرى تستطيع معها
تحقيق البطولات بشكل أسرع عوضا عن اللعب للمتعة والكرة الجميلة فقط مثلما يحدث في
قلعة "المدفعجية " الانجليزية.
وإذا انتقلنا إلى الثلاثي المتبقي في حلبة المنافسة علي اللقب .. فسنجد تشابها
كبيرا بين أضلاع هذا الثلاثي الذي تمثله أندية انبي وبتروجيت وحرس الحدود على
الترتيب حسب وضعهم في الجدول.
فالثلاثي يمثل التطور الواقع في عالم الكرة المصرية في السنوات الاخيرة بدخول
أندية الشركات و المؤسسات العسكرية بقوة في اللعبة وخروج او تراجع واضح في دور
الاندية الجماهيرية وفرق الاقاليم بالمقابل.
وتتشابه الأندية الثلاث في الانضباط والاستقرار الواضح الذي يمثل العامل الرئيسي
في نجاح تلك الفرق وهو نفس العامل الذي تسبب في المقابل أيضا في انهيار نادي كبير
بحجم الزمالك.
وبرغم نجاح حرس الحدود بقيادة مدربه الواعد طارق العشري في انتزاع كأس مصر لهذا
الموسم من انياب انبي ومدربه المخضرم انور سلامة والذي كان قد اطاح بدوره بشقيقه
البترولي بتروجيت ومدربه القدير مختار مختار، إلا أن كل ذلك لا يشفع لأيا من تلك
الفرق في أن تدخل مصاف أندية البطولات مثل الأهلي ومثل الزمالك أيضا رغم كل ما يحدث
له.
فمفهوم البطولة الذي يعيه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بشكل أساسي ثم الزمالك بشكل أقل هو أن الحصول علي
المركز الثاني في اي بطولة يمثل خسارة وان*ار ، وهذا المفهوم لازال بعيدا عن تلك
الأندية الثلاث حتي الآن حيث يمثل دخول المربع الذهبي لبطولة مثل الدوري انجازا و
احتلال مركز الوصافة المؤهل الي دوري ابطال افريقيا أمرا يستحق الاحتفال .. ناهيك
عن عدم وجود أكثر من لقب لكل من ناديي الحرس وانبي في مسابقة الكأس فيما يخلو رصيد
بتروجيت من الألقاب.
ولكل ما تقدم، فلا زال البعض من جمهور الأهلي يؤمن بقدرة فريقه علي تحقيق ما وعد
به منذ خمسة اسابيع المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه بحسم اللقب بفارق قد يصل
الي 15 نقطة .. ورغم خسارة الأهلي منذ صدور ذلك التصريح (الغريب) وحتي الآن 9 نقاط
في آخر 5 مباريات ، الا ان عدم وجود المنافس الذي يخيف بحق يجعل من إمكانية تحقيق
جوزيه لوعده واردة في كل الأحوال ولعل سقوط الاسماعيلي امام بتروجيت وعدم انتهازه
لخسارة الأهلي 4 نقاط متتالية في اسيوط وأمام الشرطة يدعم ذلك بشدة.
تبقي الحقيقة الوحيدة التي رسخها الموسم الحالي - والذي يلقبه البعض بالتاريخي
للكرة المصرية - وهي أن خريطة المنافسة تغيرت فعلا بشكل رسمي ، وأن اندية الشركات
والمؤسسات نضجت أو في طريقها الصحيح من أجل الدخول في مصاف أندية البطولات .. قد لا
يحدث ذلك هذا الموسم الذي سيحسمه الاهلي في الأغلب لمصلحته كما هي العادة لكن من
المؤكد أن سطوته على الكرة المصرية لم تعد مثل السابق خاصة في ظل غياب عامل الرهبة
الذي كان يميز مبارياته دوماً هو والزمالك أمام الأندية الاخرى باستثناء
الاسماعيلي.
ويبقي أيضا ان الزمالك حتى وإن نجح فعلا في العودة إلى حالتي الاستقرار الاداري
والكروي .. فإنه في الأغلب قد لا يضمن حتي مكانا له في المربع الذهبي للدوري
مستقبلا بعد أن تآكلت شعبيته كثيرا في مقابل ارتفاع نسبي في شعبية بعض الاندية
الناجحة الأخرى رغم وصفها بأندية المؤسسات الا اننا لا يمكن ان ننكر نجاح فريق
كبتروجيت في استقطاب العديدين من ابناء السويس بعدما اتخذها مقرا له واصبحوا
مساندين بحق له على أمل رؤية درع الدوري يدخل أبواب المحافظة الباسلة والأمر ذاته
يتحقق بشكل أقل نسبيا في الاسكندرية التي بات الكثير من أبنائها عشاق لنادي الحرس
خاصة في ظل وجود ابن الثغر ونجم الاتحاد السابق طارق العشري مديرا فنيا له.
فهل يصمد أهل القمة في مواجهة رياح التغيير القادمة من كل حدب وصوب ، أم يسقطون
مثلما سقطت أسماء تاريخية في كبريات البلدان الكروية بأوروبا ومنهم علي سبيل المثال
لا الحصر: ايفرتون واستون فيلا في انجلترا ، جنوا وتورينو بايطاليا ، اتليتيكو
بلباو واتليتيكو مدريد بإسبانيا .. وجميعها فرق صاحبة تاريخ عريض ورصيد غير قليل من
بطولات الدوري والكأس ببلدانها الا ان كل ذلك بات في العصر الحالي .. مجرد
تاريـــخ.