صدمة الجمهور
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] سببها نور وتيم الحسن، فلو كان المخرج الشاب
محمود كامل قد اختار بطلين آخرين، لما شعر جمهور الفيلم بالصدمة وخيبة الامل.
فالمشاهدون دخلوا السينما وهم يتوقعون أن يروا فيلما رومانسيا يذكرهم برومانسية
عز الدين ذو الفقار فى "نهر الحب"، أو شاعرية بركات فى "دعاء الكروان"، أو عاطفية
صلاح أبو سيف فى فيلم "الوسادة الخالية".
كل ذلك لأن بطلة الفيلم هي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، التي تحمل وجها ملائكيا، وبطلة
أول فيلم يعيد الرومانسية للسينما المصرية بعد غياب طويل، وهو دورها في فيلم "شورت
وفانلة وكاب" مع أحمد السقا.
كما أن البطل هو النجم السوري الوسيم تيم الحسن ..ولذلك كانت صدمة الجمهور حين
فوجئوا بجدية الموضوع الذي يطرحه الفيلم وخلوه من المشاعر الملتهبة.
يقوم البناء الدرامى لفيلم "ميكانو" على بطلين أحدهما المهندس الشاب "تيم حسن"
الذى يعانى من فقدان متكرر للذاكرة نتيجة عملية جراحية بالمخ فى سنوات المراهقة
تجعله غير قادر على اتخاذ أي موقف وخاصة حين يعيش قصة حب مع فتاة جميلة "نور" التى
تعجب بهدوئه واتزانه وهو في الواقع نوع من غياب الوعى، نتيجة حالته المرضية التى
تجعله ينسى كل المواقف التى اتخذها فى لحظات إفاقته.
يتخرج هذا الشاب في كلية الهندسة وتظهر مواهبه فى تصميم المنشآت التجارية بشكل
يجعل رجال الأعمال يتهافتون على تصميم المهندس المريض لمنشآتهم، ولذلك جاء حرص
الشقيق الأكبر للمهندس "خالد الصاوى" على إخفاء شقيقه عن عملائه من رجال الأعمال
بينما يتصدى هو للتعاملات التجارية.
ويرتضي المهندس الشاب أن يكون فى الظل منفذا لما يطلب منه من تصميمات جديدة
وتتصاعد المواقف بين المهندس الشاب وفتاته الجميلة في لقاءات متفرقة فى الأماكن
العامة وفي كل مرة تحتاج الفتاة لتذكير حبيبها المريض بوقائع اللقاءات السابقة
والتى يكون قد نسيها لحالته المرضية التى يفقد على أثرها ذاكرته.
وقد استطاع المخرج محمود كامل أن يخرج هذه اللقاءات بشكل جيد دون انتقال لمشاهد
رومانسية أو أجواء شاعرية وذلك حتى يؤكد للمشاهدين أن طرف هذه العلاقة العاطفية وهو
المهندس المريض لم يزل يعانى أزمته الصحية والتي هي الحدث الأبرز فى البناء الدرامى
للفيلم فضلا عن خشية هذا المهندس من مخالفته لتعليمات شقيقه الأكبر بألا يخرج إلى
الناس ممارسا لعلاقات يراها هذا الشقيق، كشفا لقصور فى شخصيته، قد تضر بمستقبله
كمهندس تصميمات لمشروعات استثمارية كبرى.
وهنا يبرز جانب الاستغلال من جانب الشقيق لمواهب شقيقه المريض في الوقت الذي
يتفرغ وفيه الشقيق الأكبر لحصد أتعاب شقيقه خاصة أنه يفتقد أية مواهب تدر عليه دخلا
يقتات منه.
وينتهى الفيلم نهاية قد تمثل قصورا فى السيناريو الذى صاغه فى تجربة أولى له
السيناريست الشاب وائل حمدى ولكن يحسب له أنه أقدم على أصعب ألوان الصياغة الدرامية
وهى الدراما النفسية.