لاشك ان فكرة التوجه إلى منتجع صيفي لقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء أو العائلة،
تدخل الكثير من السعادة على النفس لما توحيه من صور تتراءى فيها الشمس التي لا
تغيب، والرمال الذهبية والمياه اللازوردية والأمسيات الطويلة مع الأحبة. كل هذا
وأنت بعيدة كل البعد عن أي ضغوط اجتماعية وتوترات العمل.
وفي غمرة هذا الإحساس الجميل، تتفاجئين ان التحضيرات لهذا الحلم قد بدأت تستنزف
الكثير من طاقتك وجهدك، ما بين اختيار المكان وحجز التذاكر والفندق وغيرها من
الأمور الروتينية، التي تجدين نفسك، من دون حتى ان تتطوعين، مسؤولة عن كل
تفاصيلها.
والنتيجة تكون في الغالب انك تنسين نفسك واحتياجاتك، وعلى رأسها ما تحتاجينه من
ملابس تجعل الإجازة بحجم الحلم.
للأسف لا نستطيع تقديم يد العون لك هنا سوى فيما يتعلق بهذا الجانب، وما يمكنك
حمله معك في السفر لتتمكني من قضاء إجازة ممتعة على كل الاصعدة من اللحظة التي تطأ
فيها قدماك وجهتك، من باب أننا نؤمن بأن الثقة بالنفس هي أهم عنصر للراحة
النفسية.
وهو الأمر الذي يمكنك الحصول عليه، برأينا، عندما تكون كل أزيائك مريحة وأنيقة
في الوقت ذاته. إذا كنت واحدة من الغالبية، فأنت بلاشك قد رسمت صورة في مخيلتك عما
تريدين ان تكوني عليه في الإجازة:
متألقة بأسلوب متميز وخاص جدا لا ينافسك فيه أحد. تقول كارمن هايد، التي عملت مع
إيف سان لوران وسيلين وتومي هيلفيغر.
إن هناك ثلاث اساليب تؤثر علينا ونميل إليها في الإجازات:
- الأول مستوحى من سيدة المجتمع تاليثا غيتي، التي كانت اول من أعطى
"القفطان" بريقه وجعلت موضة الهيبيز ساخنة في السبعينات.
- والثاني مستوحى من
أسلوب جاكي كينيدي ويتميز بالفساتين الناعمة والنظارات الشمسية الضخمة.
-
والثالث من كايت موس، وهو شبابي أكثر ومتحرر، حيث تغلب عليها التي ـ التيشرت
والبنطلون القصير والصديري وقبعات القش وحذاء الباليرينا، الذي كما يدل مستوحى من
أحذية راقصات الباليه.
لكنها تشير إلى انه بغض النظر عن الأسلوب الذي ستختارينه، فإن أهم عنصر في
العملية هي ان يتلاءم مع شخصيتك ويتماشى مع أسلوب حياتك ككل.
إذا كان هذا الرأي قد أصابك بالمزيد من الحيرة عوضا عنه ان يبسط لك الأمور، ضعي
ببالك أن موضة هذا الموسم هي الطويل والسخي، وعلى هذا الاساس ابني الباقي.
فالفساتين والتنورات القصيرة، قد تكون حاضرة، لكنها لا تشير إلى أنك انيقة
متمرسة في قراءة توجهات الموضة، وللتأكد من هذا القول، ما عليك إلا بإلقاء نظرة
سريعة على صور الشهيرات تطل علينا من على صفحات المجلات وهن يتخايلن في أماكن ساحرة
وبعيدة، جغرافيا وأيضا على منال البعض منا، وتوضح لنا ان هناك عودة قوية للفساتين
الطويلة عموما، والقفطان خصوصا.
فبعد أن فقد هذا الأخير بريقه في الثمانينات لارتباطه حينها بالمرأة البدينة
التي تبنته لإخفاء هذه الحقيقة من دون فائدة، ولاحتفال الموضة في تلك الحقبة بالجسم
الرشيق وبكل ما هو رياضي ويحدد تقاسيم الجسم، عاد مرة ثانية، وبنفس الإطلالة
المخملية التي ظهر بها في السبعينات.
والفضل في هذا يعود إلى ان أغلب مصمماته يتحدرن من الطبقات الأرستقراطية مثل
أليغرا هي*، الذي يعتبر هذا التصميم جزءا لا يتجزأ من أي تشكيلة تقدمها، ولها
زبونات وفيات مثل الليدي هيلين تايلور ونجمات عالميات من مثيلات غوينيث بالترو،
ناعومي كامبل وتشارليز ثيرون، اللواتي يزرن محلها اللندني قبل ان يحزمن حقائبهن
متوجهات إلى باربادوس أو سانت تروبيز.
تقول أليغرا: "ملابس الإجازات كانت إلى عهد قريب عبارة عن "شورت" و"تي ـ شيرت"
ثم جاء "السارونغ" (قطعة قماش على شكل تنورة تلف حول الجسم) لكنه لم يكن يناسب كل
واحدة منا كما لا يمكن ارتداؤه في أي مكان أو زمان.
على الع* من القفطان الذي يناسب الكل، بل يمكن لأي واحدة منا ان تلبسه لوحده،
إذا كان قصيرا، من دون ان تشعر بأنها نشاز، كما يمكنها ارتداؤه مع بنطلون جينز مع
إضافة ا*سوارات مختلفة عليه لتجعله يتماشى مع أي مناسبة وإطلالة".
وأليغرا لا تبالغ عندما تقول انه يناسب ايضا كل الأعمار، فمن زبوناتها كل من
والدتها الستينية وابنتها التي لا يتعدى عمرها 14 سنة.
لكن إذا كانت أليغرا ومثيلاتها قد أبرزن جمالياته في السنوات الأخيرة، فإن الفضل
الأول يعود إلى البريطاني ماثيو ويليامسون، الذي كان أول من ذكر أوساط الموضة بهذه
القطعة في التسعينات من خلال تصميمات قصيرة نوعا ما وبتطريزات غنية، وعندما تسلم
مقاليد دار بوتشي، التي تخصصت منذ تأسيسها في الستينات في أزياء النخبة، أبدع عدة
قطع منه بنقوشات الدار المتميزة، وكانت هذه المرة طويلة، تستحضر صورة تاليثا غيتي،
سيدة المجمتع الثرية التي كانت تقيم حفلات باذخة في مدينة مراكش، ما زال البعض
يذكرها وكأنها قصص من الأساطير، وتجعل حفلات نجمات اليوم بريئة وبسيطة
بالمقارنة.
ما يجعل هذا المظهر من نوع السهل الممتنع ايضا أنه بإمكانك تنسيقه مع ا*سوارات
رائعة، مثل وشاح للرأس أو قبعة كبيرة مع نظارات شمسية بعدسات سوداء، في دمج مثير
بين أسلوبي تاليثا غيتي وجاكي أوناسيس.
ولا تستغربي إن تسلل إلى خزانتك ليصبح قطعتك المفضلة ليس في الإجازات فحسب. ففي
الأيام العادية يمكن أيضا ارتداؤه بتصميمه القصير، مع بنطلون جينز. وفي حال كنت
تفضلينه طويلا، فيمكنك تنسيقه مع صندل منخفض أو من نوع "الويدج".
لكن إذا لم تكوني متعودة على هذا الأسلوب:- فإن خطوتك
الأولى يجب ان تكون من خلال فساتين طويلة تكاد تلامس الأرض مثل تلك التي طرحتها
دونا كاران لهذا الصيف.
- الخطوة الثانية ان تختاريه بلون أحادي بسيط وبتطريزات
خفيفة، مثل تلك التي تطرحها أليغرا هي*.
- أما إذا كنت شابة جريئة، فإن كلا من
الإيطالي روبرتو كافالي والبريطانية زاندرا رودس، طرحا نماذج رائعة منه تزدحم
بالنقوشات الصاخبة.
وهذا لا يعني ان ذوات الدخل المحدود خارج اللعبة، فهناك نسخ لا تقل اناقة من
محلات "ني*ت"، "مونسون" و"برينسبول" بل حتى العارضة كايت موس طرحت نسخة منه في
تشكيلتها الأخيرة لمحلات "توب شوب" يتميز بلون المشمش وبتطريزات تتضارب فيها
الألوان المتوهجة، التي استوحتها من غواتيمالا، وكلها باسعار متاحة جدا.
المصممة البريطانية جولييت دون، التي تعرف في نيودلهي، حيث يوجد معملها، بـ
"ملكة القفطان" بدأ حبها بمحض الصدفة لهذه القطعة في عام 2001، عندما كانت تصمم
مجموعة خاصة بالبحر والإجازات.
تقول: "بدأت علاقتي به عندما بدأ الملل يتسرب إلى نفسي بعد سنوات من "السارونغ"
الذي كان يفتقد إلى الأناقة ولا يضفي أي جمالية تذكر على جسم المرأة.
بمجرد أن صممت أول نموذج منه وارتديته شعرت بأنه القطعة التي كنت ابحث عنها
طويلا، فهو رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كما انه يناسب كل النساء".
طبعا وجودها في الهند يعطيها مجالا اكبر للتفنن فيه من حيث الاقمشة المتنوعة
والتطريزات الغنية. وتشير جولييت إلى انها أجرت بعض التغييرات عليه من حيث الطول
والعرض "فقد كانت القفاطين قديما تميل إلى الاتساع، أما الآن فهي أكثر رشاقة وتخفي
الكثير من العيوب في الوقت ذاته".
تشارلز سفينغولم، مصمم آخر يعرف حق المعرفة سحر القفطان، فقد تخصص فيه، إن صح
القول. فرغم انه يعيش في لندن، إلا ان زبوناته المخلصات يوجدن في كل أنحاء العالم،
هذا عدا انه يمتلك محلات في الأماكن التي يرتدنها، مثل ماربيا وموستيك وسانت بارث
وجزر الكاريبي، في إشارة منه إلى انه قطعة نخبوية، وفي محاولة واضحة منه لتلبية
احتياجات المسافرة الأنيقة في حال لم يسعفها الوقت بشراء مجموعة في بلد
إقامتها.
ولا شك ان الأماكن التي توجد فيها محلاته تعطيك فكرة عن نوع زبوناته، اللواتي
نذكر منهن على سبيل المثال لا الحصر الملكة رانيا العبد الله، والملكة نور،
والأميرة شارلوت كاسيراجي (أوف موناكو) وتشيلسي دايفي، صديقة الأمير البريطاني
هاري، بالإضافة إلى جينفر لوبيز، سيينا ميللر وهلم جرا.
تتميز فساتينه وقفاطينه بالانسيابية مما يجعلها رومانسية وملائمة جدا لأجواء
الإجازات وما تعنيه من انطلاق وتحرر من دون التنازل عن الاناقة. كيف تلبسينه
* على طريقة تاليثا غيتي: طويلا مع عمامة أو إيشارب يلف كل شعرك أو ترك خصلات
خفيفة منه تنسدل على جبهتك
* على طريقة جاكي كينيدي: قصيرا مع بنطلون من الكتان
ونظارات شمسية سوداء كبيرة وصندل منخفض وحقيبة يد كبيرة
* على طريقة كايت موس:
قصيرا مع حزام ناعم أو إيشارب يلف تحت الخصر، مع ترك شعرك متماوجا
* على
طريقتك: أضيفي إليك ا*سوارات جدتك الفضية او الذهبية سواء كانت قلادات أو اساور
متعددة. يمكن الاختيار بين لف شعرك في إيشارب أو تركه منسدلا
وأخيرا إذا وقعت في حب هذه القطعة ولا تريدين الاستغناء عنها في الايام العادية،
يمكنك ارتداؤها مع حزام عريض فوق بنطلون جينز ضيق (أنبوبي)