حقق الممثل الكوميدي الأمريكي جيم كاري نج* كبيرا في أفلامه خلال التسعينات وأصبح
صاحب أعلى أجر بين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، ثم هبط أداؤه مع الوقت، وتنازل عن المقدمة للآخرين،
قبل أن يعود ويغير جلده ويستعيد المقدمة، من خلال أحدث أفلامه، الذي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] سينمائية بالقاهرة والاسكندرية،
وتقوم فكرته على شخص قرر الا يقول أبدا كلمة "لا" حتى لسيدة محجبة عرضت عليه
مواعدته والخروج معه!
وفيلم طلباتكم أوامر الذى قام ببطولته جيم كارى وأخرجه بلتون ريد مأخوذ عن كتاب
ألّفه دانى والاس، حكى فيه عن تجربته فى التحول للتعامل مع الحياة بانفتاح، فقد
لاحظ أنه يقول لا على طول الخط لأشياء ومواقف كثيرة، ففكر لماذا لا يمنح نفسه فترة
زمنية محددة يقول فيها نعم حتى تتغير حياته باختبار تجارب مختلفة..
ولعل هذه الفكرة البراقة كانت المبرر الأقوى لتحويلها إلى دراما كوميدية تعتمد
على المواقف المبتكرة التى يؤديها جيم كارى صاحب الكثير من الأفلام الناجحة من
القناع إلى غبى.. وأغبى منه و الكاذب.
وإذا كان هذا الممثل الكندى الأصل يعتمد بشكل واضح على الأداء الحركى، وعلى
القدرة على التحكم فى تعبيرات الوجه، فإنه فى طلباتكم أوامر أو رجل الــ نعم - وهى
الترجمة الحرفية لعنوان الفيلم - ينجح إلى حد كبير فى تحقيق التوازن المقبول بين
طاقته الحركية والحكاية الغريبة.
بطل الحكاية اسمه كارل وهو يعمل كموظف فى بنك مهمته الموافقة أو رفض القروض
الصغيرة .. عالمه ضيق إلا من بعض الأصدقاء ولكن الفيلم لا يحدد لماذا يتمسك هؤلاء
بشخص منغلق مثل كارل يرفض كل عروضهم ودعواتهم، ويرد على كل شىء بكلمة لا، حتى
القروض التى تقدم طلباتها إليه يرفضها على الفور.
ويلتقي بطل الفيلم صديقا له بالصدفة يدعى نيك يبدو على النقيض تماماً منه، فهو
شخص منطلق يفعل ما يحلو له، وينتظم فى جلسات نفسية للتكيف الاجتماعى يديرها تيرنس،
ومنذ لحظة ذهاب كارل إلى هذه الجلسات ستتغير حياته تماما، حيث يقتنع بأن يقول نعم
لكل شىء، وأن يفعل كل الأشياء التى كان يخاف منها، ومع هذا التحول تتفجر مواقف
كوميدية لا حدود لها بسبب إصرار كارل على أن يقول نعم لكل طلب، سيقول مثلاً نعم
لتعلم اللغة الكورية، ولتعلم الجيتار، ولتوصيل متشرد تفوح من جسده رائحة كريهة،
وسيتعرف بالفتاة أليسون التى تبدو على نقيضه فى إنطلاقها وحبها للحياة، والتي تغنى
مع فرقة فاشلة، وتدرب مجموعة من الأفراد على التقاط الصور أثناء العدو، سيكتشف كارل
معها الحياة التى لم يعرفها، وسيتحول من حزب لا إلى حزب نعم.
ولكن الفيلم يأخذ فى ربعه الأخير طابعاً إرشادياً مباشراً عندما يتورط كارل فى
مشاكل متعددة بسبب إصراره الميكانيكى على أن يقول نعم بعد أن كان يصر بطريقة آلية
على قول لا، حيث تظهر رسالة الفيلم وهي أنه ليس المهم أن تقول نعم، أو تقول لا ولكن
أن تعرف متى وأين تقولهما باقتناع وفى الوقت المناسب.