ذكرت جمعية مرض السرطان فى ألمانيا أن التغذية غير السليمة وأداء التمارين الرياضية
بمعدلات ضئيلة وزيادة وزن تعد من العوامل المسئولة عن ثلث حالات الإصابة بمرض
السرطان فى ألمانيا .. مشيرة إلى أن النقص التدريجى فى الوزن يمثل أحد أعراض المرض،
خاصة فى حال الإصابة بسرطان القولون أوالكلى أوالرئة.
وفى هذا الإطار، قالت المتحدثة باسم الجمعية إيفا كالبهايم "إن انتشار الأورام
فى الجسم يكون مرافقا بحرمان الجسم من كمية كبيرة من التغذية، وهو ما يؤدى إلى نقص
الوزن .. ولذلك تنصح الخبيرة بإجراء فحوصات وقائية شاملة بصورة دورية وبأن يقوم
الأشخاص الذين يفقدون الوزن - دون محاولة من جانبهم أو تغيير فى أسلوب حياتهم -
باستشارة الأطباء سريعا".
وأضافت "كما تقدم أعراض غير محددة أخرى مؤشرات مهمة ، إذ يشير الإحساس بآلام فى
الظهر إلى وجود مشكلات بالكلية ، فيما يشير السعال فى الصباح إلى وجود مشكلة
بالرئة".
وأشارت الخبيرة الألمانية إلى أن إجراء تحاليل للدم والخضوع للأشعة فوق الصوتية
يقدمان المزيد من التفاصيل بشأن الحالة الصحية للمريض ، مشيرة إلى أن النقص فى
الوزن لا يؤخذ غالبا على نحو جدى.
ومن جانبه ، قال جان أرندس الطبيب فى عيادة لعلاج السرطان فى مدينة فرايبورغ
الألمانية "فى كل ثانية يعانى المريض من خسارة ملحوظة فى الوزن قبيل تشخيص إصابته
بمرض السرطان .. وهناك شخص واحد من أصل ستة يخسر 10% من وزنه".
أما كالبهايم ، فترى أنه من الممكن إزالة الورم بشكل كامل عبر التدخل الجراحى
ليتم إيقاف نقصان الوزن ، وبعد ذلك فمن المهم العمل على استقرار الجسم والعودة إلى
وزن صحى .. ولكن فى العديد من الحالات يتزايد نقصان الوزن ، بحسب الخبيرة
الألمانية.
قالت جمعية مرض السرطان فى ألمانيا أن أحد أسباب نقص الوزن هو تسبب العلاج
الكيميائى بالغثيان والإسهال والقىء ، مشيرة إلى أن الجسم لا يكون لديه الوقت
الكافى بين فترات العلاج الكيمائى للتعافى ، مما يجعله أكثر ضعفا من الأوقات
السابقة ..
وإضافة إلى ذلك ، فغالبا ما يصاحب العلاج الكيماوى التهاب مزمن فى الأغشية
المخاطية مثل تلك الموجودة بالفم والحلق ، وتبعا لنوع الورم ، من الممكن أن تظهر
أنواع أخرى من المشكلات.
وأضافت أن أورام المرىء أو الحلق تسفر عن ضيق فى الطريق الذى يسلكه الطعام" ،
مشيرة إلى أن تناول الطعام قد يسبب آلاما شديدة .. وعلى الجانب الآخر يرافق الأورام
، التى تصيب البنكرياس تراجع فى الشهية ، كما تؤدى الأورام إلى تكوين جزيئات
بروتينية تتسبب فى تحطيم أنسجة الخلايا بعملية لا يمكن السيطرة عليها.
وعلى الرغم من عدم إجراء دراسات وافية حول هذا الموضوع حتى الآن ، إلا أن
الأخصائيين يعتقدون أن نقصان الوزن له تداعيات وخيمة على العلاج من السرطان ..
وقالت الجمعية "يجب أن تتوافق جرعة العلاج مع انخفاض وزن المريض"، مشيرة إلى أن
هذا يزيد من زمن العلاج ، وبالتالى من الإرهاق الذى يعانى منه المريض.
ولفتت إلى أن هناك أسبابا كافية لمواجهة خسارة الوزن فى أسرع وقت ممكن من خلال
تغيير النظام الغذائى .. مشيرة إلى أنه "يمكن تقوية الجسم عبر السعرات الحرارية
والبروتينات ، ويهضم الجسم الدهون جيدا بشكل خاص .. وبالتالى فإن الكريمة والزبد
عنصران مهمان للتغذية".
وأشارت إلى أن العديد من المرضى يعانون من تغيير فى حاسة التذوق ، لافتة إلى أنه
يجب التخلى عن العادات القديمة ، وأجمع الأطباء على ضرورة تناول حصص صغيرة من
الغذاء موزعة على مدار اليوم ، فى مثل تلك الحالات .